باعتبار مشكلة الزواج واحدة من أهم المشكلات الاجتماعية التي تؤرق الشباب السعودي سواء في اختيار الزوجة أو التكاليف الباهظة المصاحبة للزواج، وانتشار الكثير من العادات داخل المجتمع والتي تكبل طموحات الشباب وتنظر إلى الشخص الذي يتزوج بتكلفة أقل مقارنة بمن سبقوه نظرة ازدراء، وينظر كذلك المجتمع لمن يتلقون مساعدات من الجمعيات الخيرية التي تسعى لنشر العفاف والفضيلة بتيسير أمور الزواج والحث عليه نظرة دونية، أكد إبراهيم العنزي، أستاذ علم الاجتماع الجنائي بكلية الملك فهد الأمنية،أن ارتفاع تكلفة الزواج بشكل كبير في الوقت الحالي يعود إلى ثقافة المجتمع التي ترسخت على التمسك بعادات وتقاليد ثابتة من بينها إقامة الحفلات في قاعات أفراح فارهة وغالية الثمن والإصرار على تقديم وجبات غذاء فخمة تتضمن الكثير من الذبائح. وأوضح العنزي خلال حواره مع برنامج المرصد المذاع على قناة الاقتصادية السعودية أن أقل تكلفة لعملية الزواج تصل إلى 80 ألف ريال، وتعتمد ثقافة المجتمع على التباهي والتفاخر بين الأسر بعضهم البعض، منوها إلى أن ذلك أدى إلى انتشار العنوسة بين الفتيات واتجاه الشباب إلى إشباع رغباتهم من خلال طرق آخرى غير شرعية في الخارج. وانتقد استمرار تلك العادات على الرغم من التغيرات التى شهدها العالم، وظهور أفكار مبتكرة من قبل العديد من الجهات والمؤسسات في أماكن مختلفة في المملكة والتي كان من أبرزها عمليات الزواج الجماعي، وشدد على ضرورة زيادة الوعي لدى المجتمع حول التخلص من تلك العادات والتقاليد من خلال العديد من الطرق والوسائل مثل المساجد وشيوخ القبائل ووسائل الإعلام. وأفاد العنزي بأن المجتمع لديه استعداد تام للقضاء على هذه الظاهرة، مدللاً على ذلك بشغل القضية حديث المجتمع، ولكنه يرى أنها تحتاج إلى جهد كبير من جهات مختلفة لتغيير هذه الثقافة الاجتماعية .