الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله مؤخراً بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيساً لديوان سمو ولي العهد ومستشاراً خاصاً لسموه على مرتبة وزير، أمر غير مستغرب، فخادم الحرمين الشريفين عُرف عنه الدقة في الاختيار، والحرص على الدفع بالشباب إلى مواقع المسؤولية، والأمير محمد بن سلمان يعرف كل من تعامل معه، أو كان قريباً من مجال عمله، سواء في هيئة الخبراء، أو في إمارة منطقة الرياض، أو في ديوان سمو ولي العهد، أو في الجمعيات والمؤسسات التي يرأسها، أو يعمل في مجالس إداراتها، أنه أهل لهذه الثقة التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. والأمير محمد بن سلمان يتميز بتواضعه الجم الذي ورثه عن والده سمو ولي العهد ، حتى أصبح غير مستغرب أن تشاهده في الإمارة حاملا ملفاً من ملفات العمل، دون مرافق يحملها عنه كما أنه يتميز بحرصه على الدقة في العمل، وتفاعله الايجابي مع الآخرين، وإيمانه بالتخصص، والعمل بعيداً عن الفردية والارتجال، وحرصه على الاستماع إلى الآراء مهما كانت مخالفة ومناقشتها، واعتماده العمل كفريق، بحيث يطرح الموضوع على المختصين ويطلب رأي كل منهم، ثم يتخذ القرار الأنسب. الأمير محمد بن سلمان طبع تخصصه بالقانون وعمله سنوات عديدة في هيئة الخبراء باحثاً نظامياً ومساعداً مستشارا في الهيئة، ثم مستشارا وقبل ذلك ملازمته لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، كل ذلك طبع شخصيته بصفات إيجابية عديدة، وكان تخصصه في القانون ذا تأثير إيجابي كبير في مسيرته العملية، وثقافته في هذا المجال وتفرعاته تثير إعجاب كل من دخل معه في حوار قانوني حول أمر من الأمور. أما عن الجانب الخيري فليس غريباً أن يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام ووقت الأمير محمد بن سلمان، سواء من خلال رئاسته مجلس إدارة مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية "مسك الخيرية" أو من خلال عمله في العديد من الجمعيات الخيرية، أو في فتح آفاق العمل والإبداع أمام الشباب، وإسهامات سموه في هذا المجال.كل هذه الصفات والخبرات، عوامل نجاح سيكون لها تأثير إيجابي كبير في مسيرة سمو الأمير محمد بن سلمان العملية إن شاء الله. نبارك لسموه هذه الثقة الملكية الكريمة، ونسأل الله تعالى أن يوفقه للقيام بمسؤوليات هذه الثقة ويمده بعونه وتوفيقه ، فهو حقا نموذج يحتذى من أبناء الوطن المخلصين الذين يتم الزج بهم في مواقع المسؤولية ليأخذوا مكانتهم الطبيعية في خدمة الوطن . خالد السقا باحث وصحفي