تساؤل كبير يطرح نفسه، يحاول البحث عن الإجابة الصحيحة والدقيقة لدى أهل الاختصاص والمهتمين بهذا الشأن: «هل المدينةالمنورة بالفعل عاصمة للثقافة الإسلامية؟»، وهذا التساؤل تتبعه عدة أسئلة أظنّها تستحق الإجابة عليها، فإذا كانت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فلماذا أنطلق شعار المناسبة وهو خالياً من القبة الخضراء التي باتت رمزًا خالدًا للمسجد النبوي بما يمثله من قيمة روحية كبرى، وما يعكسه من أهمية دينية وتاريخية واجتماعية، قد تم تغييبها عن أهم شعار للمدينة المنورة. أحب أن أذكر نفسي والجميع بأن المدينة ما كانت لتكون، وما كان ليعلو شأنها، ولتصبح منورة، لولا شرف وجود سيد السادات وخاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الناس أجمعين بها، فله تهوي الأفئدة زائرة مسلمة، وتصلي عليه بأمر ربها راضية مستبشرة، وقد ارتجى كل أحد فينا شفاعته ومجاورته في أعلى عليين، وما كانت لتكون لولا روضته ومسجده الشريف، الذي تتزاحم النفوس شوقًا إلى الصلاة فيه، فكيف نتغافل عن القبة الخضراء التي ترمز إلى كل ذلك حين يتم تدشين شعار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، وأي ثقافة إسلامية لا يكون النبي حاضرًا في وجدانها وشعارها، ثم كيف سنواجه الحضارات والثقافات الغربية التي تقذف بكل ما هو (طامس) لحضارتنا الاسلامية، ثم كيف سنواجه العدو الصهيوني في صراعنا اليوم معه حول مسألة الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس الشريف، التي يُرمز إليها بقبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ونحن من أسقط القبة الخضراء من ذاكرة تاريخنا الإنساني، لاسيما إذا ما أدركنا أن المناسبة ستنتهي لكن شعارها سيبقى على مر التاريخ، دليلا على تهاوننا في لحظة تاريخية معينة. أقولها صادقاً إنها مناسبة عظيمة حقًّا تستحق منّا جميعا العمل الجاد لإبراز حقيقة مكانة المدينةالمنورة «الدينية والتاريخية والثقافية» بأسلوب معاصر وحضاري، واستثمار هذه الفرصة التاريخية لتعريف أجيال اليوم بتاريخ ومكانة مدينتهم المنورة، وغرس محبتها وتعظيم قدرها في نفوس الكبير والصغير، الزائر والمقيم جميعًا، ولكن ألم يكن من الأجدر أن تكتمل هذه الفرحة بوجود شعار القبة الخضراء أفضل وأمثل وصورتها التي تفتحت عليها أعين أهل المدينة بل والعالم أجمع كرمز خالد في قلوب كل المسلمين؟ وبذات الوقت أقولها صادقاً أن العين لتدمع لغياب والقلب ليحزن لغياب هذا الرمز التاريخي والاسلامي عن شعار احتفالات مدينتنا الحبيبة مدينة رسولنا الحبيب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، بل ومدينة العالم الاسلامي أجمع. المهندس طالب عيسى المشهدي أولى معالم الثقافة الإسلامية أدركني العجب والاستغراب لدرجة لا محدودة ونحن نستهل الاحتفال بالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الاسلامية في غضون الأيام القلائل القادمة بينما الشعار الممثل لهذه المناسبة العظيمة يفتقد للقبة الخضراء وحل محلها خارطة للعالم الاسلامي والذي يبتعد بالرابط بين المناسبة والمدينةالمنورة الى دروب متعددة لا تمت الى الاحتفالية بصلة. فالقبة الخضراء كانت ولا تزال منذ قديم الأزل الدلالة على المدينةالمنورة وشعارها الدائم في كل المناسبات، بل وتعتلي معظم اللوحات التي ترمز للمدينة المنورة، ولم نرَ قبلاً خارطة للعالم الاسلامي تدل على كينونة المدينة المدينة وعظم مكانتها وشرفها الذي حملته على مر العصور والدهور . والتي تردد بين جنباتها تردد النداء الخالد للأنصار: طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع. وفي المدينةالمنورة ذاع صيت شاعر الإسلام الأول حسان بن ثابت رضي الله عنه، الذي دافع عن الرسالة المحمدية الطاهرة بشعره كما دافع عنها غيره من الصحابة بسيوفهم ورماحهم، وفيها تشكلت أولى معالم الثقافة الإسلامية باعتبارها جزءًا من عناصر تكوين المجتمع وتحديد شخصيته وهويته. في بادئ الأمر رأينا الشعار وقد اشتمل على مئذنة الحرم الشريف وقبته الخضراء، باعتبارهما المعلمين المميزين للمدينة المنورة، ثم لسبب أو لآخر اختفت القبة من الشعار، ولو أن القبة لم تظهر في الشعار من البداية لكان الأمر مفهومًا باعتبار أن القبة لم تكن موجودة في عصر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أما وأنها قد ظهرت على الشعار ثم أزيلت فإن في ذلك ما يثير شيئًا من الاستغراب والدهشة، بل وتعجبت أيما تعجب عندما قال البعض أن مسألة القبة هامشية ولا ينبغي أن تحمل بأكثر مما تحتمل، وهو قول سديد وصحيح، وبموجبه نقول فلماذا إذًا أزيلت القبة من الشعار؟ إلا أن يكون في إزالة القبة من الشعار تعبير عن التحفظ على وجود القبة في الطبيعة. مثلما أن لا أحد يمكن أن ينكر أن المدينةالمنورة هي عاصمة الإسلام الأولى، فإنه لا يمكن لأحد أن يجادل بأن القبة الخضراء هي شعار المدينةالمنورة لأنها الدالة على مثوى محمد رسول الله عليه أفضل الصلوات والسلام. إن القبة الخضراء في المدينةالمنورة ترمز إلى المدينةالمنورة كما ترمز قبة الصخرة إلى القدس الشريف وكما ترمز قباب كثيرة إلى مواقع عديدة دونما تقديس أو حساسية، فإن كانت المسألة هامشية وليست حساسة فاتركوا القبة تستعيد مكانتها على الشعار، وفقكم الله. أسعد حمزة شيرة المنوَّرة .. الخضراء تستمد المعالم والأماكن مع تقادم الزمن ثباتا للمسميات التي أطلقت عليها. وما تم التعارف عليه لقرون يصبح في حكم الثابت. وقد سبق لتأييد هذا التوجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، حين ردَّ على من قال بأن تسمية المكرمةلمكةوالمنورة للمدينة ليست من الثوابت موضحا في رؤية المؤرخ المنصف أن "هذه الأسماء وجدت منذ قرون عديدة وأصبحت شائعة ومستحبة. وحينما ننظر في أصل التسمية يتبين ظهورها في كتب علماء المسلمين منذ القرن الخامس الهجري واستمرار ذلك حتى الوقت الحاضر، مما أعطاها صفة إجماع من المسلمين للتعبير عن مشاعرهم تجاه هاتين المدينتين اللتين فيهما الحرمان الشريفان وشعائر الله التي أمر الله عز وجل بتعظيمها في قوله سبحانه وتعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج/32. فأصبح إطلاق لقب المكرمة على مكةوالمنورة على المدينة يعبر عن الحنين لهما وإعلاء قدرهما ومكانتهما في نفوس المسلمين باعتبار شرف الحرمين وقدسيتهما، لاشتمال هاتين الصفتين على العمومية وقوة الدلالة."كما أضاف في حكمة السياسي الواعي قائلا "ولعله لا يغيب عن الذهن الواعي بمعطيات العصر والواقع أنه كان من المناسب عدم إثارة نقاشات لا طائل من ورائها تمس مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة لأن في إثارتها فتحا لباب الجدل فيما لا يحقق فائدة للأمة". وأحسب أنه قياسا على ذلك فإن التحذلق الذي ظهر حيال وجود القبة الخضراء في شعار مناسبة "المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013م" يصبح غير مقبول لأسباب منها أن القبة الخضراء أصبحت لقرون رمزا للإشارة للمدينة المنورة وقد مر على ذلك الرمز حوالي ثمانمائة عام منذ أن أمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون في عام 678ه بعمارة قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة، وفي عام 1228ه، أي منذ أكثر من قرنين من الزمان، جدَّد السلطان العثماني محمود الثاني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر ، فاشتهرت بالقبة الخضراء.، وأصبحت منذ ذلك الحين الرمز الذي يتحدث به الناس في التعريف بالمدينةالمنورة وتعطرت بذلك الرمز وما يعنيه قصائد الشعراء ورسائل المحبين. وقد جاء شعار المناسبة منافيا لكل التوقعات والافتراضات فلم يحذف القبة التي تكاد لا تعرف المدينةالمنورة إلا بها وحسب، بل وضع مئذنة ذات طراز عثماني يوجد مثلها الكثير في الأصقاع التي حكمتها الدولة العثمانية، مغفلا المئذنة الأقدم والأبرز والأكثر تشرفا لجوارها للقبة الخضراء وهي المئذنة الرئيسية، أقدم مآذن المسجد النبوي الشريف والتي عمَّرها السلطان المملوكي الأشرف قايتباي ثلاث مرات عام 886ه ولازالت حتى الآن على تلك العمارة الرائعة المميزة. إن المطالبة بوضع القبة الخضراء في الشعار تعني وضع الرمز الذي به يعرف المسلمون المدينةالمنورة وبالتالي المناسبة الثقافية المهمة، على أنه من المهم أن يتضمن تصميم الشعار الذي لابد أن يعاد بشكل محترف المئذنة الرئيسية بالإضافة إلى القبة الخضراء. د. زاهر عثمان شعار على مر العصور على مر العصور الماضية وخصوصاً في حقبة الدولة السعودية التي توحدت الجزيرة العربية فيها - على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - رحمه الله. كانت القبة الخضراء أو ما يعرف بسقف قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه - رضي الله عنهما - هي الشعار "والسمة" اذي ترسخ في وجدان الامة العربية والاسلامية لتعبيره عن فتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده الطاهر، وتقوم الدولة - جزاها الله خيراً - بتثبيت هذا الشعار - القبة والمنارة الرئيسية في كل ما يتصل ببلد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مطبوعات، وصور تلفزيونية حية، اضافة الى وجود الشعار على العملية الورقية المعتمدة للدولة فئة - المائة ريال - وبناءً عليه فليس هناك ما يدعو لتغيير هذا الشعار المعتمد منذ عدة عقود واحلال شعار آخر لا يعبر عن هذه البلدة الطاهرة وتاريخها ومعالمها وشواهدها بل ان هذا الشعار الجديد الذي حل محل الشعار القديم قد يثير تساؤلات عن البواعث خلفه وتكثر التأويلات وهناك قاعدة أصولية معروفة وهي درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وانني كغيري من ابناء الوطن والبلدة الطاهرة بانه يعاد النظر في هذا الموضوع على يد امير المدينةالمنورة الموفق بإذن الله صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلمان. الدكتور عاصم حمدان *أستاذ الأدب في جامعة الملك عبدالعزيز والباحث في أدب وتاريخ المدينةالمنورة ضرورة عودة "القبة الخضراء" عندما قرر الإنجليز ذات يوم تغيير أكشاك هواتفهم العمومية التي هي على هيئة أقفاص ضاربة في القدم مطلية باللون الأحمر، قامت الدنيا ولم تقعد، استنكارا واحتجاجا، وليس معنى ذلك أن الإنجليز قوم ضد التطوير، ولكنهم حتما هم قوم معتزون بتاريخهم وذكرياتهم ، ومراتع وملاعب صباهم، وتلك قواسم مشتركة بين الأمم قديمها وحديثها، فكم من رمز أصبح جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وحضارة أمة من الأمم أو بلد من البلدان ، وتخيلوا مناسبة ثقافية أو غيرها تُقام في العاصمة الفرنسية باريس، ويغيب عنها برج إيفل، أو مثلها تقام في العاصمة البريطانية ويغيب عنها برج لندن الشهير . وكأي واحد من أبناء طيبة الطيبة، فقد هالني وأفزعني، بل وأغضبني في نفس الوقت، ما نُقل إليّ عن عزم الجهة المنوط بها اختيار الشعار الذي يرمز إلى اختيار المدينة النبوية عاصمة للثقافة الإسلامية، عزم تلك الجهة بالعدول عن الرمز الذي فتحنا أعيننا عليه، ولا نعرف لطيبة الطيبة رمزاً آخر يعادله أو يساويه في عظمة قدره وجلال مقامه، وهو ( القبة الخضراء ) المنصوبة على روضة من رياض الجنة حيث مثوى ومرقد رسول رب العالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. وإني لآملُ وأرجو ألا يكون ذلك الذي نُقل إليّ صحيحا، لأني لا أتصور موقفاً عدائياً تُستبعد بموجبه القبة الخضراء من أن تكون رمزاً لمناسبة ذات شأن تتعلق بالمدينة النبوية، اللهم إلاّ أن يكون ذلك من التتار، أو القرامطة، أو ممن يدور في فلكهما. عبد الرحمن الأنصاري مدينة لا كالمدن طَيْبةَ النُّورِ والسَّماحةِ والمجدِ ودارَ الحبيبِ من ذا يُفاخِرْ ؟ قد تَشرَّفْتِ بالنَّبيِّ جِواراً وأتى الوحيُ في رُبوعِكِ باهِرْ فسرى منكِ في البوادي بشيراً ونذيراً كما أنار الحَواضِرْ ما خَبا نورُكِ الذي يَتَلألأ - رُغمَ مَرِّ القُرونِ بالوَحيِ زاهِرْ لوْ رَعوْا فيكِ للثّقافةِ عاماً أنتِ من قَبلُ نَبعُها والمَنائِرْ كيف يُعرّف المعرّف؟ لقد علمونا بأن من الفصاحة ألّا يُعرف. فلطالما كانت المدينةالمنورة منذ هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إليها هي عاصمة للثقافة. وعندما نقول الثقافة ليس الأدب والشعر والدراسات، ولكن الثقافة بمعناها الحديث الذي يشمل كل ما يحيط الفرد في المجتمع والأمة. فلقد جاء النور السماوي بثقافة جديدة مهيمنة، انتشلت جاهلية المجتمعات بتغيير ثقافاتها المتوارثة إلى ثقافة الإسلام. هذه الثقافة الجديدة التي أسست للدين لبنة، وأساساً للفرد والمجتمع. ثم غيرت تقاليد المجتمع وسلوكياته الجاهلية إلى ثقافة التسامح والتعاون والعدالة والأخلاق والوفاء والتراحم والعلم وكل ما ندب إليه الدين أو نبذ من الشقاق والجاهلية. فتلقف المجتمع المدني هذه الثقافة الجديدة الجاذبة، ثم نقلها عبر الفتوحات والاتصالات إلى البلدان الأخرى، والأمم الأخرى حتى شعت أنوارها في أوروبا المتخلفة في العصور الوسطى، عبر جامعات الأندلس ومفكريها وجامعاتها. لقد كانت المدينة دوماً بؤرة الثقافة وموطنها، حتى في عصور التقهقر الإسلامي ثقافياً وسياسياً ومجتمعياً، لأنها كانت المنبع الذي يرده العطشى، والمورد الذي فجره فيها محمد صلى الله عليه وسلم. فإن كانت أجيالنا الصغيرة لا تكتنز في ذاكرتها ذلك الإرث العميق العريق، فلا بأس من أن نُعرّف المعرّف ليعرفوا ثروتهم الكبيرة، وعمقهم التاريخي المبهر. وليعرف غيرهم من الغرباء كم كان لهذه المدينة من عبق تاريخي، وأساس فكري، ونور هداية، وثقافة عظيمة غيرت مجتمعها، وما حولها من القرى، ومن بعد ذلك العالم أجمع. ولعل من الصدف المباركة أن يعين سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أميراً لمنطقة المدينةالمنورة، في العام الذي تُكرّم فيه المدينةالمنورة عاصمة للثقافة. وهو رجل خبير عمل في مجال الإعلام والثقافة، ويعرف أهميتهما ومتطلباتهما وأسسهما. فيا حبذا لو نظر ضمن النشاطات المعدة للاحتفال إلى شعار هذه الفعالية الذي بُتر ووضع بهيئته الحالية غير معبّر عن المدينةالمنورة. فرمز المدينة على مر العصور هو مسجد النبي عليه الصلاة والسلام بقبته الخضراء، كما أن الكعبة المشرفة هي رمز مكةالمكرمة، وقبة الصخرة هي رمز مدينة القدس، والأهرام هي رمز مصر، وبرج إيفل هو رمز باريس، وتمثال الحرية هو رمز نيويورك وأمريكا وغير ذلك كثير حتى في الرسومات والعلامات التجارية. كل ذلك تعبير فقط عن اسم المكان، أو العلامة التجارية، أو الشيء، أو الشعور "كعلامة القلب". فمن ذا الذي أدخل رمز المدينة بمسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام بقبته الخضراء في باب الشركيات؟ ..فاسلمي يا مدينة النور والثقافة والهدى في عام الاحتفال، وبورك لك الإمارة والشرف العظيم يا صاحب السمو. محمد أحمد مشاط [email protected] المدينةالمنورة على مر التاريخ عاصمة للثقافة حول المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الاسلامية تحدث ل «البلاد» الكاتب الصحفي المعروف الاستاذ محمد الفال وقال الحقيقة ان المدينةالمنورة على مدى التاريخ هي عاصمة الثقافة الاسلامية والاحتفاء بها اليوم هو اشارة الى هذه الحقيقة فالمدينةالمنورة استطاعت ان تكون وسط هذه الامة الاسلامية ولها خصال كثيرة تمتعت بها ولكن خصالها النادرة انها تكسب سكانها بصبغة خاصة فهي محط انظار ومهبط للجميع من الشرق والغرب والشمال والجنوب ولكن اذا احتضتنهم اكتسبوا عنها هذه المسحة الخاصة فلها خاصة فريدة في احتضان الغريب وتشعره انها جزء منه وتكسبه بصبغتها الحنونة الحانية والمدينةالمنورة منذ قدم التاريخ جمعت بين الدين والحياة على ألا يتناقض الشرعي مع الادبي مع الفكري وهذا يحدث من قديم الزمان. فالسيدة سكينة بنت الحسين كان لديها صالون أدبي ويفد اليها الشعراء والادباء والفنانون والذي اريد ان اقوله ان المدينةالمنورة بطبيعتها مدينة ثقافية وعندما احتضنت رسول الهدى والاخلاق زادها نوراً في نفوس الناس وفي هذا العام الذي يحتفى فيه بالمدينةالمنورة هو في الحقيقة واقع حيّ وضمير حي ينبع من ضمائر ونفوس كل من هو في المدينةالمنورة. واستطرد الاستاذ محمد الفال قائلا ان ما احب ان اشير اليه ان المدينةالمنورة هي مسرح طبيعي للتاريخ الاسلامي على ارضها جرت معارك وعلى شوارعها مشى الرسول والصحابة وقلاعها كلها هي شواهد على هذا التاريخ الذي نحييه هذا العام ولابد لنا ان نتساءل اين ابار المدينة الاثرية واين مساجدها الاثرية واين مواقعها الاثرية وارجو من القائمين على مناسبة الاحتفاء بالمدينةالمنورة عاصمة الثقافة الاسلامية الاهتمام بالاثار التي تضمها المدينةالمنورة بالحفاظ على الباقي منها فقد كادت تندثر اما وقد ذهب الكثير منها فأتمنى ان تقام مجسمات في متحف يحتفظ بصورة المدينةالمنورة القديمة يحتفظ منه بالطرقات والابار والمواقع الاثرية. فالمدينةالمنورة قبل 1400 سنة اقيم فيها برلمان لانتخاب امير المؤمنين وهذه القبة الخضراء اصبحت سمة مميزة للمدينة المنورة واي علامة تختفي فيها هو «شعار ناقص» واتمنى ان يعاد النظر في الشعار وتبقى القبة الخضراء رمزاً لهذه المدينة الجميلة مدينة رسول الله الكريم. محمد الفال