قدم عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ والآثار والكتابات الإسلامية بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي محاضرة بعنوان: "مدخل إلى تاريخ المخلاف السليماني والآثار"، على مسرح جامعة جازان، صباح أمس، ضمن فعاليات معرض الكتاب الثالث. وتعرض المحاضر إلى بعض المواقع الأثرية في منطقة جازان، والتي يعود تاريخ بعضها إلى 7000 عام قبل الميلاد، ومن تلك المواقع الأثرية عثر والسهي وشدية، وما يميز تلك الفترة من تراث معماري وتقليدي فريد. وأكد الدكتور الزيلعي خلال محاضرته إلى تكثيف العمل الأثري على اطراف الأودية ومجاري السيول، فمثل هذه الأعمال يمكن أن تكشف لنا تاريخ الاستيطان على أطراف هذه الأودية، وتدرس الحقب التاريخية التي مرت عليها. وذكر الدكتور الزيلعي أن كثيراً من المواقع التاريخية جاءت مذكورة في أشعار شعراء الجاهلية الأوائل، وبعض شعراء صدر الإسلام، ومنهم الشاعر العربي أبي دهبل. وبين الدكتور الزيلعي أن منطقة جازان كانت ممراً لطرق التجارة القديمة بين اليمن والحجاز، وهذا يدل على أنها منطقة استيطان قديم يمتد إلى جذور عصور ما قبل التاريخ وذلك طبقاً للحقائق التي ظهرت بعد البحث في بعض المواقع التاريخية والأثرية. وتطرق الدكتور الزيلعي عبر سرد تاريخي لمحاضرته إلى علاقة المنطقة بالخلافة الإسلامية في بغداد ودمشق، وتاريخ الخلافة السليمانية والأشراف السليمانيين، ذاكراً العديد من الحكام الذين تعاقبوا على المنطقة، وصولاً إلى دخولها في حكم الملك عبدالعزيز وانضوائها تحت حكم المملكة العربية السعودية إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله-. ودعا الدكتور الزيلعي قسم السياحة والآثار بالجامعة إلى بذل المزيد من الجهود لمتابعة الحفريات والاستكشافات الهامة والمؤثرة في تاريخ المنطقة في ظل وجود أكاديميين مؤهلين وباحثين جادين في مجال التاريخ والآثار، مضيفاً أن هناك العديد من الصعوبات التي تحد من إمكانية القيام بهذه الأعمال الأثرية. كما شهدت المحاضرة العديد من المداخلات والنقاشات التي دارت حول موضوع المحاضرة، إضافة إلى العديد من الأسئلة التي وجهها طلاب قسم السياحة والآثار بالجامعة إلى المحاضر. وفي ختام المحاضرة كرمت الجامعة المحاضر على جهوده المبذولة في إنجاح فعاليات المعرض الثقافية.