حظي المشاركون في ملتقى المبتعثين المنعقد حالياً في محافظة جدة بفرصة الالتقاء وجهاً لوجه مع عدد من الملحقيين الثقافيين السعوديين في بلدان الابتعاث، حيث قامت وزارة التعليم العالي بدعوة ملحقييها في كل من بريطانيا واستراليا وكندا للمشاركة في تناول محاور برنامج الملتقى المتعلقة بالأنظمة التعليمية والقانونية في بلد الابتعاث، بالإضافة إلى إيضاح طبيعة العلاقة بين المبتعث والملحقيات. الخطوة لقيت ترحيباً كبيراً من قبل الملحقيين والمبتعثين الذين أشادوا بها مؤكدين أنها تختصر الكثير من المسافات بين الطرفين وتجلي خطوات التواصل بين الطلاب ومرشديهم في الملحقيات وآليات تفعيله. الدكتور غازي مكي الملحق الثقافي في بريطانيا أكد على أن فكرة دعوة الملحق الثقافي للمشاركة في فعاليات ملتقى المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للمرحلة الرابعة، هي فكرة مهمة و جيدة جدا لأن هناك كثير من المبتعثين يودون التعرف على أشخاص معايشين للموقف الذي سيواجههم، بالإضافة إلى التعرف على المسئول الاول في بلد الابتعاث. وهذا لا ينقص من جهود الإخوة القائمين على البرنامج ابتداء من الدكتور عبدالله الموسى ونهاية بأصغر شخص في البرنامج، فالمعلومات كافية لدى الطلاب، ولكن وجود الملحقين الثقافيين بهذه الصورة هي فكرة جيدة لكونها تشعر المبتعث والمبتعثة بارتياح نفسي لتعرفهم عن قرب بشخص مسئول من الدولة في بلد الإبتعاث. وبين أن الأسئلة التي تطرح من قبل المبتعثين والمبتعثات بعد وصولهم لبد الابتعاث تصبح متأخرة جداً، وهذا ما يستوجب توافر أشخاص من الملحقيات للإجابة والتواصل مع الطلاب قبل السفر. وأضاف أن أبرز الأسئلة التي تطرح عليه هي كيفية وصولهم إلى البلد وما هي نوعية التأشيرة التي يطلبونها من السفارة، وما هي الاستعدادات التي يعملوا عليها من الآن لمواجهة الموقف الجديد الذي سيواجهونه في بلد الابتعاث، بالإضافة إلى المحرم هل سيبقى أم سيعود إلى الوطن، وكيفية الدراسة. وأعتبر مكي أن أبرز مشكلة كانت تواجه الدارسين في بريطانيا هي غلاء المعيشة، ولكن مكرمة خادم الحرمين الشريفين لزيادة المكافآت شكلت راحة نفسية كبيرة لهم. أما الدكتور علي البشري الملحق الثقافي في استراليا الذي فاجأ المبتعثين بدعوة رئيس نادي الطلبة السعوديين في ملبورن الأستاذ إبراهيم الطريري لإشراكه معه في نقل واقع معيشة الطلبة هناك، وكيفية التأقلم معها، فقد أشاد بالفكرة قائلاً بأن اللقاء بالمرشحين للابتعاث قبل سفرهم سوف يسهم في إيضاح الصورة الحقيقية لواقع بيئتهم المستقبلية، ولاشك بأن هذا يعين بشكل فاعل في تهيئتهم نفسياً ويزيد من رفع معنوياتهم في الرغبة في التحصيل العلمي، خصوصاً وأن من ينقل لهم ذلك الواقع هم من عاشوا التجربة عن قرب وأكثرهم التصاقاً بقضاياهم وشؤونهم. وحول دعوته لأحد رؤساء أندية الطلبة السعوديين للالتقاء بالطلاب نوه الدكتور البشري بدور الشراكة الكبير الذي تقوم به أندية الطلاب هناك مع الملحقية في مساعدة الطلاب الجدد على التكيف مبكراً مع البيئة الجديدة وهو دور غير مستغرب على أبناء هذا الوطن المعطاء. من جهته رحب الدكتور فيصل أبا الخيل الملحق الثقافي في كندا بالفكرة، وأكد على أن تفاعل الطلاب والطالبات مع ما طرحه أثناء مشاركته حري بأن يوثق العلاقة بينهم وبين الملحقية، وهو ما ينعكس إيجاباً على تحقيق أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي. واختتم تصريحه بحث الطلاب والطالبات على التواصل مع الملحقيات ومضاعفة جهودهم في تحصيلهم العلمي. يذكر أن دعوة الملحقيين الثقافيين تمثل حصيلة نتائج التقييم الدوري الذي تنفذه وزارة التعليم العالي لملتقيات المبتعثين, والتي أثبتت أهمية الاستعانة بالملحقيين كمصدر أساسي للمعلومات التي يطمح القائمون على الملتقيات إيصالها للمشاركين به.