سوف أتكلم اليوم عن الاستهتار ولا مبالاة في قيادة السيارات من بعض الشباب هداهم الله ، كم ذهبت أرواح بريئة بسببها حيث أن الأرقام في ازدياد نتيجة هذا الاستهتار ونتيجة هذه السرعة القاتلة. كم من أم ذرفت من عينيها دما بعد أن جفت دموعها وهي تبكي ابنها الذي فقدته في ريعان شبابه وكانت ترى فيه الأمل والمستقبل الزاهر وكم من زوجة غاب زوجها عنها إلى الأبد وتركها تصارع الحياة بدون معيل ومعها أبناؤها ، حيث قضى نحبه تحت كفرات سيارة مجنونة يقودها شاب فاقد المسئولية،حرمهم والدهم وقضى على الفرحة والبسمة التي كانت تكسوهم بوجوده بينهم .كل هذه الحالات وغيرها بسبب استهتار سائق متعجرف طائش متهور حليف السرعة القاتلة اعتبر الشارع ساحة للسباق وكأنه سيأخذ جائزة بقتله الأبرياء .أقول لكل أم كساها الغرور في ابنها الصغير وأهدته سيارة لكي تظهر ( ببرستيج ) عالي أمام صديقاتها ولكل أب لا يعرف كيف يصرف ماله ويضعه بين أيدي ولده المراهق يستغلها في أمور تذهب العقل ولا يميز الطريق عند القيادة. اتقوا الله في تصرفاتكم وحكموا عقولكم في هدايا أبنائكم فلا تهدوهم أداة قتل وأستثني من لمس في ابنه عقلا راجحا متزنا وهدوءً وشعورا بالمسئولية فهنا يستحق هذا الولد أغلى السيارات وأفخمها . فكم من شاب صار الكرسي المتحرك صديقه الدائم طول حياته نتيجة استهتاره بقطع إشارة وافتخاره أمام أصدقائه وهو يتحايل ويتذاكي على الأجهزة المرورية وكم من عائلة فقدت معيلها بتجاوزه سيارة قائدها لا يحسن التصرف أمام سرعه مدمرة.وكم شاب في رعيان شبابه يخضع لعدة عمليات لإنقاذ حياته وقلب أمه يتفطر حرقة داعية الله عز وجل له بالشفاء وهي لا تدري بعد دخوله غرفة العمليات سيخرج لتقرعينها به أو لتتقبل العزاء فيه .وكم من فاقد للوعي على سرير أبيض لسنوات عدة لا يعي من الحياة وجمالها ونعيمها شيئا بسبب الرعونة والحماقة وتفاهة العقول . حكومتنا الرشيدة ووزارة الداخلية لم تقف مكتوفة الأيادي فقد سخرت جميع الإمكانات لكي تقضي على السرعة وتحافظ على حياة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة .. ولكن للأسف لم يردعهم رادع فأخذوا يتحايلون بطرق ذكية حتى يَنْفَذُونْ منها ألم يعلموا إن ما عملته الوزارة لم يكن إلا في مصلحتهم للحفاظ على أرواحهم؟. الأرقام نُشرت وانبهرنا من ارتفاعها المتزايد واللافتات أقصد اللوحات الإرشادية تدعو للحد من السرعة ولكن للأسف كأنها مكتوبة لنفسها لا للبشر . أيها الشاب المتعجرف ألا يكفي ما قد أزهقت من أرواح من شباب أمثالك ، ألا يكفي عدد المقعدين والمشلولين والغائبين عن الوعي والأرامل الفاقدات المعيل والأطفال الميتمين ، ألا يكفي .. ألا يكفي ألا يكفي ؟ .لماذا لا نقول للسرعة كفى ونميز بعقولنا إن السرعة فيها هلاك أمة إذا لم نتعلم قوانينها ونردعها بثقافتنا القيادية والمحافظة على أرواحنا من أنفسنا .لماذا لا نعتبر بالمقولة التي تقول : القيادة ( فن ) و ( ذوق ) و ( أخلاق ). حصة بنت عبدالعزيز – ( الرياض )