قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب ل «الحياة» إن وزارة الخارجية المصرية وافقت على اتخاذ القاهرة مقراً للائتلاف الجديد الذي تشكل لتوحيد المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً تمهيداً لاعلان سلطة انتقالية تدير «الاراضي المحررة» داخل سورية. وكشف الخطيب عن عقد اجتماع للهيئة العامة للائتلاف في العاصمة المصرية بعد أقل من عشرة أيام. واستقبل وزير الخارجية محمد عمرو ظهر أمس وفد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية برئاسة الخطيب، حيث جرى استعراض التطورات الأخيرة على الساحة السورية. وأبلغ عمرو الوفد استعداد مصر لتقديم كل أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة. ودعا عمرو إلى تعزيز الحوار بين الائتلاف وكل التجمعات السياسية والشخصيات المعبرة عن المجتمع السوري في المرحلة المقبلة، واستكمال آليات العمل، ورحب وزير الخارجية باتخاذ الائتلاف القاهرة مقراً وأكد للوفد دعم مصر لجميع الجهود التي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية. وصرح الخطيب عقب اللقاء بأنه أطلع وزير الخارجية المصري على نتائج جولته في باريس ولندن من أجل الحشد للشعب السوري، كما عبر له عن الشكر للشعب والحكومة المصرية. وقال إنه طلب من الوزير عمرو «تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية في القاهرة إلى جانب تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر حيث نعتبرها هي الأم والجهة الأقرب الينا». وحول الطلب المصري والعربي بتوسيع الائتلاف، أوضح الخطيب أن الائتلاف الوطني في نظامه الداخلي يسمح بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الاخذ في الاعتبار ان الائتلاف مولود حديث ويتم حالياً تشكيل لجانه التنفيذية. وقال إن هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة إلى هذا الائتلاف حيث هناك اقرار من الهيئة العامة وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا في هذا الائتلاف. وعما إذا كان الاعتراف المصري والعربي بالائتلاف صريحاً، أكد الخطيب أن مصر اعترفت بالائتلاف في اطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ ايام. وقال إنه لا توجد اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، لافتاً إلى عدم وجود أي اعتراض مصري أو عربي على شيء طالما يصب في مصلحة الشعب السوري، منوهاً بأن مصر تقتح يدها للشعب السوري. وحول التحرك السياسي للائتلاف تجاه روسيا وإيران، قال الخطيب: «إننا لن نقوم بزيارة روسيا او ايران، فهذا قرار الشعب السوري وإذا ارادت ايران ان تقدم لنا مبادرة فعليها تقديم ذلك، فنحن لن نتسول رضى ايران أو روسيا». ورفض الخطيب ادعاءات بأن الائتلاف «صناعة اميركية»، واعتبرها «افتراء وظلم». وقال: إننا نتعامل مع الجميع من فوق الطاولة وليس هناك ما يتم اخفاؤه، نافياً وجود جهات او دول تعارض تشكيل هذا الائتلاف. وحول تسليح المعارضة، أكد أن هناك تواصلاً بين اطراف سورية عسكرية عدة لتشكيل هيئة عسكرية عليا لتدير هذة الامور، وشدد على أن الوعود شيء جيد ولكننا ننتظر تفعيلها في المجلس العسكري المزمع إنشاؤه وهو الذي سيتابعها. وأعرب الخطيب عن تفهمه للخلافات بين قوى المعارضة، معتبراً أن الشعب السوري حرم من حريته لمدة 50 عاماً من الظلم والقمع مما أدى إلى تشرذم الشعب السوري وعدم الثقة بين بعض الأطراف. وقال: «لم نكن ندري اسباب هذا الجفاء، إلا اننا اكتشفنا ان فيروسات النظام قد تدخل فينا ونحن لا ندري ولم نشعر». وتابع: «الآن خطوات كثيرة ايجابية تحركت في اتجاه العافية والشفاء وإخواننا المتحفظون سنتواصل معهم من اجل مزيد من التعاون لمصلحة الشعب السوري».