أشارت نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي إلى تعادل كتلة اليمين من ناحية و اليسار و الوسط و العرب من ناحية أخرى و هو ما جاء مخالف لكافة التوقعات التي سبقت الإعلان عن نتائج تلك الانتخابات ، حيث فقد تحالف الليكود بيتنا حوالي ربع مقاعده في الكنيست السابق , كما حصل حزب " هناك مستقبل " حديث التكوين علي نصيب حزب الليكود بالرغم من مشاركته في الانتخابات للمرة الأولي . وفي هذا السياق أكد محمود يزبك ، رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة حيفا أن القضية الاجتماعية والاقتصادية كانت المحور الرئيسي للانتخابات التشريعية الإسرائيلية بعد ظهور حالة من الغضب لدي الطبقة الوسطي في إسرائيل بسبب انخفاض دخولهم مما دفعتهم إلى الخروج في مظاهرات للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاقتصادية . وأشار إلى أن هناك عدد من العوامل أدت إلي ظهور عدد من الأحزاب المطالبة بالتغيير علي الساحة السياسية في إسرائيل وأكد أن حزب العمل خسر العديد من المقاعد بسبب تفضيل رئيسته تأجيل إيجاد حل سياسي للعلاقات مع فلسطين إلي ما بعد الانتخابات , بالإضافة إلي تحول عدد كبير من الناخبين لانتخاب حزب " هناك مستقبل " الجديد برئاسة يائير لابيد بدلا من حزب العمل . ومن جانبه ارجع المحلل السياسي إسحاق ليفانون ، تراجع أحزاب إسرائيل بيتنا و الليكود إلى سوء الوضع الاجتماعي و الاقتصادي في إسرائيل مما دفع الشباب إلي التظاهر من اجل تحسين الأوضاع الاجتماعية خلال العام الماضي . و أشار إلي أن حزبا العمل و هناك مستقبل حصلا علي هذا العدد من المقاعد لأنهم كانوا قادة مظاهرات الربيع الإسرائيلي العام الماضي , مبينا أن الانتخابات الإسرائيلية شهدت عددا من المفاجآت و هي حصول حزب " هناك مستقبل " برئاسة يائير لابيد علي 19 مقعد ليأتي في المركز الثاني , بالإضافة إلي تراجع حزب العمل إلي المركز الثالث , و تراجع حزب تسيبي ليفني أيضا و حصوله علي 6 مقاعد فقط . وأوضح أن حزب الليكود حصد 31 مقعد و بذلك يعتبر اقوي حزب في الانتخابات , كما أن القوي اليمينية تركت حزب الليكود و اتجهت للتحالف مع حزب البيت اليهودي , مبينا أن نتائج الانتخابات تظهر أن الإسرائيليين لديهم رغبة في تغيير السياسة الإسرائيلية الداخلية و الخارجية .