أوضح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أن الثورة التونسية استطاعت اقتلاع نظام ديكتاتوري فاسد برئاسة زين العابدين بن علي، مبيناً أن فلول النظام يحاولون العودة مرة أخرى إلى مناصبهم ومواقعهم السابقة. وأضاف الغنوشي خلال حواره لبرنامج حوار المذاع على قناة فرنسا 24: أن الثورة التونسية التي تحل ذكراها الثانية، لم تقم في الأساس لأسباب دينية، وإنما جاءت لظروف اقتصادية، تتمثل في انتشار البطالة والفقر والتي ترجمها حرق محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية لنفسه احتجاجاً على تردي أوضاعه المعيشية، ونتيجة عوامل سياسية ارتبطت بالاستبداد والديكتاتورية وغياب الحريات التي كرسها الرئيس التونسي المخلوع بن علي لعقود. وأكد أن ثورة تونس هي ثورة الشعب بأكمله، حررت الجميع وفتحت آفاقاً رحبة أمام كل القوى والتيارات، وبالتالي لا يحق لأي طرف الاستحواذ عليها والاستئثار بها مهما كانت الدوافع، وأيا كانت الغايات حتّى وإن بدت نبيلة في ظاهرها. واعتبر أن الأوضاع الراهنة في البلاد تعزز الشك بالمستقبل الذي تحاول حكومة حركة النهضة فرضه على المجتمع، ويبرر خيبة الأمل التي تنتاب عموم الشعب الذي يعاني أصلاً، بسبب تدهور المقدرة الشرائية وتراجع الخدمات الصحية ناهيك عن تفشي البطالة والجريمة المنظمة والانحراف. وأشار الغنوشي أيضاً إلى أنه لا يرغب في أن تتحول الثورة التونسية إلى فوضى، وأن تكون بلاده مثل الصومال، منوهاً إلى أن أعمال العنف التي شهدتها مدينة سليانة شمال غربي البلاد في ديسمبر ومدينة بنقرادن الجنوبية، وخلفت 300 جريح لا تدعم الثورة بل على العكس تهددها. ولفت إلى أن علاقة تونس بقطر لم تبدأ مع الثورة، معتبراً أن جذور العلاقة تنطلق منذ الإعداد للهبة الشعبية، عبر إتاحة الفرصة للمعارضة التونسية للظهور وشرح برنامجها وأهدافها، وأن تكشف الوجه القبيح للنظام السابق والمظالم المرتكبة في حق الشعب التونسي. كما رأى الغنوشي كذلك أن قطر هي شريك فعال في كل ثورات الربيع العربي، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام، باعتبار أن لها تأثيراً قوياً في عالمنا المعاصر، مؤكداً على عمق العلاقات التونسية - القطرية باعتبارها داعماً أساسياً لمرحلة التحول الديمقراطي في تونس.