أثبتت الدراسات أن إصابة الفتيات بهوس الشراء تفوق الكثير من الشباب بكثير واعتبره الباحثون مرضاً لا تقل خطورته عن الإدمان، وأول من يستغل هذا المرض هو القائم على الحملات الترويجية التجارية والدعايات التي تتفنن بأساليب إقناع المصابين بهذا المرض الفتاك، حيث أوضحت العديد من الدراسات أن نحو 80% من الإعلانات التليفزيونية موجهة للفتاة لأنها صاحبة قرار الشراء في الأسرة. وقد كشفت دراسة نفسية حديثة أن المخ مسؤول عن ظاهرة هوس التسوق أو ما يُعرف بحمى الشراء التي تصيب البعض، خاصة الفتيات، وأظهرت الدراسة التي أجراها معهد الدراسات الطبية في العاصمة التشيكية براغ أن حمى الشراء تكثر لدى الفتيات عبر تفاعلات في ثلاثة مراكز بالدماغ ينتج عنها قرار بالشراء. وبحسب الدراسة فإن الخطوة الأولى عندما يقع البصر على السلعة المثيرة للاهتمام والمراد شراؤها فيبدأ المركز الذي يحدد ذلك بإفراز مادة كيميائية تسمى "دوبامين" هي المسؤولة عن لفت الانتباه. ويفسر علماء الطب النفسي حالة الشراء على أنها ليست سوى حالة من حالات الإدمان تصيب الشخص وتظهر أعراض الشراء بالنسبة للمرضى عند البعض في صورة شراء أي شيء خارج عن احتياجاتهم أو شراء أنواع محددة من السلع والإسراف في شرائها مثل شراء كميات كبيرة من الملابس رغم وجود الكثير لديه، أو شراء أحذية لمجرد الإعجاب بشكلها، أو الإسراف في شراء التحف. كما أن المجتمعات العربية لديها سلوك استهلاكي خاطئ بعكس الشعوب الأوروبية فهم أكثر حرصاً من الناحية الاستهلاكية، ومن ثم فإن العرب أكثر عرضة منهم للإصابة بهذا المرض، كما تلعب مغريات المدنية الحديثة التي تصيب كلاً من الرجال والنساء على حدٍّ سواء دوراً في هذا المضمار. ويرجع المختصون أسباب هوس الشراء إلى أنه أحيانا يكون نتيجة لرغبة الفتاة في الهروب من كابوس الفراغ والكآبة والقلق والغضب ورفض الآخرين لها، كما أن الأسواق الآن صارت مكانا شاملا لكل سبل الراحة والترفيه التي تغري بالشراء، فهي تحتوي الآن على مطاعم وحدائق ومعارض، فضلاً عن أن بعض المحلات تدرس الوجوه المألوفة التي تشتري وتدرب البائع على حفظ أسماء الفتيات حتى يتحدث معهم بأسمائهم فتشعر بخصوصية أكثر ويعود للشراء من جديد. كما أن انتشار المجلات التسويقية وكذلك الإنترنت واعتماد الكثير من الفتيات عليه سبب من أسباب هوس الشراء، كما أنه يمكن أن يكون نتيجة عوامل حدثت في مرحلة الطفولة منها إهمال الأم للابنة أو انشغالها عنها مما يولد لديها إحساساً بعدم الأمان عندما تكبر أو كثرة النقد لها وهي طفلة، وكذلك سيطرة الأهل على الابنة بصورة مبالغ فيها والحب المشروط من قبل الوالدين الذي يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه. ولعلاج مرض الشراء لدى الفتيات ينصح المختصون بأنه يجب وضع برنامج يحدد فيه مواعيد وعدد مرات الخروج للتسوق، وذلك للتحكم في عمليات الشراء قبل الخروج للتسوق، وإعداد قائمة بالاحتياجات الفعلية طبقاً لأولوياتها مع تحديد البدائل المناسبة، كما أنه لا داعي للتهافت أو التنافس على شراء كل ما هو مستحدث من موضات الملابس أو كل ما هو جديد من المستلزمات المنزلية لمجرد الاقتناء. كما يجب على كل فتاة إقناع نفسها بأن كل الألوان تناسبها وأن موديلا أو موديلين فقط يناسبها وألا تشتري شيئاً قبل أوانه مثل الشراء لحفلة زفاف ستحصل بعد عدة أشهر. ومن الممكن أيضاً أن تقوم الفتاة بالتسوق مع صديقة تعي قيمة المال وتطلب منها أن ترشدها في حالة ملاحظة بداية وقوعها في فخ الإسراف، وتحديد ميزانية محددة قبل الذهاب للشراء، والاحتراس من الإعلانات.