مع قرب الإجازات الصيفية تستعد الأسر لتجهيز حفلات عقد القران وتجهيز العرائس ويستعد أهل العروسين بتفصيل الملابس وما كان في السابق حسب ظروف الأسر المعيشية كلا بقدر ما في جيبه . وكان التفصيل للنساء خاصة محدود رغم تنوع المعروض من أنواع الأقمشة التي لو عرضت هذه الأيام لا تجد لها سوقاً رائجاً وكانت الأقمشة المتوفرة في ذلك الوقت والتي تُعتبر من موضة ذلك الزمان تنحصر في أنواع منها:البفتة، الشرخانة، قرمسود، حلبي مطرز ، أتفوري ، الشامي، درابوزن التترن التللي ، الدوت ، الدوبلين ، البوال ، الشال ، الحرير بمختلف ألوانه وأنواعه، والورقنز. والقطيفة والمخمل والدمسق وللاس. والزبدة والساتان وهذا الأخير يستخدم في أشياء أخرى مثل الستاير والبقش، وفي بعض ألبسة النساء دون ملابس الرجال، ومما جاء لاحقاً: الكنبو والسلك وغيرها. وتتمركز أغلب دكاكين بيع القماش في سويقة بجوار الحرم، في المدعى والجودرية ، وبعض الأماكن المتفرقة في السوق الصغير والمسفلة، في وقت لم يكن هناك أسواق العتيبية واللصوص وشارع المنصور والعزيزية. وكان أكثر الأسر على مدار العام يشترون ما يلبسون من ( فرقنا ) وهو بائع من الإخوة الحضارمة يحمل على كتفه بقشة من قطع القماش كل قطعة تفصيلة وربما تفصيلتين ، ويحمل في يده الأخرى الهنداسة وهي حديده بطول المتر أو الياردة مقاس معروف ومتعارف عليه . وكانت مشاغل الخياطة في ذلك الوقت نساء يخيطون للناس في بيوتهم واغلب الخياطات في ذلك الوقت من الجاويات بسعر مخفض للغاية ، والأسر الغنية تذهب الخياطة لهم في منازلهم لأخذ المقاس. وكان ذلك الوضع يفي بسكان مكة وكلا بقدر ميزانيته ومن كان فقيرا جدا اكتفى بخياطة أهل البيت لبعضهم البعض ولا يخلو بيت في ذلك الزمان من بنت أو أم أو جدة لا تجيد التفصيل والخياطة فكل بيت لديه الكفاية في ذلك. حتى غزى الجاهز السوق ودخل الرخيص الصيني والوسط وغالي الثمن فأفل نجم سوق القماش وتعطلت مشاغل الخياطات المنزلية. صفحة "Salwa AK"