تولي وزارة الثقافة اهتماماً كبيراً بالمجال الثقافي والأدبي، وتعمل على رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بمختلف أعمارهم في هذا المجال، وتشجيع الأسرة الأردنية على إقامة المكتبة المنزلية، ومن أهم المشروعات الثقافية التي تدعمها الوزارة مهرجان القراءة للجميع/مكتبة الأسرة، والذي ينطلق في التاسع من ديسمبر المقبل، وتحتوي إصدارات المشروع هذا العام على مائتين وخمسين ألف نسخة، في ستة وأربعين عنوان، توزعت على تسعة فروع وهي تراث ودراسات أردنية، تراث عربي وإسلامي، فكر وحضارة، أدب أردني، أدب عربي وعالمي، أطفال، فنون، علوم، وثقافة عامة، وذلك في إطار سعي الوزارة لتغطية مختلف النواحي الثقافية من خلال محاور عمل المهرجان، ومن الإصدارات القيمة في مجال كتب التراث والدراسات الأردنية: القدس تاريخ وحضارة لعبلة المهتدي، المدخل إلى تاريخ الأردن وحضارته للدكتور عبد المجيد الشناق، المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين لحسين نشوان، الأنبياء والصحابة الشهداء والخلفاء والعلماء والمعالم الدينية الإسلامية في تاريخ الأردن للدكتور نوح الفقير، كما يضم المهرجان أيضاً إصدارات أخرى في التراث العربي والإسلامي فهناك كتب: العمدة في صناعة الشعر لابن رشيق القيرواني، حيّ بن يقظان لابن طفيل، وتاريخ القدس والخليل لشمس الدين محمد بن شرف الخليلي، أما في مجال الفكر والحضارة فشملت أهم الكتب : الربيع العربي إلى أين؟ عن مركز دراسات الوحدة العربية، أوهام التاريخ اليهودي لجودت السعد، عودة لقمان، لأديب عباسي، والعالم العربي ومعضلاته والإصلاح المنشود، مجموعة من المؤلفين، تجدر الإشارة إلى استمرار المهرجان حتى ال 13 من نفس الشهر، وتطمح وزارة الثقافة من خلال مشروع مكتبة الأسرة في إيصال الكتاب إلى المواطن أينما كان، بأسعار زهيدة تتراوح بين (25-35) قرشاً فقط للكتاب الواحد، إذ تتحمل الوزارة نفقات الطباعة والتوزيع، ودفع حقوق الملكية الفكرية لأصحابها، وتنتشر مراكز توزيع الكتب في مختلف أرجاء المملكة . ويمثل مشروع مكتبة الأسرة الأردنية الأساس واللبنة الأولى في خطة التنمية الثقافية التي انتهجتها وزارة الثقافة منذ العام 2006، الذي يحظى برعاية الملكة رانيا العبد الله، ويهدف إلى تأسيس "مكتبة في كل بيت أردني" تتوسع في الإصدارات السنوية التي تُعرَض للبيع بأسعار رمزية، وتتوجه الوزارة بهذا المشروع إلى المجتمع الأردني بأسره، لتسهم في توفير فرصة أكبر من المعرفة لجميع أبناء الوطن، آخذةً في الحسبان ارتفاع تكاليف الحياة، وغلاء أسعار الورق، مما يجعل شراء الكتاب المطبوع عبئاً مالياً على كاهل الأسرة، فضلاً عن انخفاض نسبة ارتياد المكتبات العامة، خصوصاً في المحافظات، لذا عملت وزارة الثقافة على توفيره بأعلى المواصفات الفنية، وبسعر في متناول الجميع، وتتجسد أهمية المشروع في كونه الأول في تاريخ الأردن، والثاني عربياً بعد مصر، وقد انطلقت المرحلة الأولى منه في الفترة (من 8 إلى 11 نوفمبر 2007) في العاصمة عمّان وبقية محافظات المملكة، في إطار مهرجان القراءة للجميع الذي حمل شعار "لكي تتسع آفاقك"، انطلاقاً من أن القراءة تفتح آفاق المعرفة جميعاً، وتنمّي المهارات والقدرة على التواصل، وحققت تلك المرحلة نجاحاً كبيراً، إذ شهدت أماكن البيع إقبالا واسعاً من المواطنين خلال أيام المهرجان، كما نفد عدد كبير من العناوين المعروضة للبيع مما يدل على استمرار الاهتمام بالكتب الورقية.