تعاني حواء كثيراً من عدم قدرتها على نسيان الذكريات الأليمة، لأنها مخلوق حساس قد يتذكر أحداث مرت عليها سنوات، فيجب عليكِ أن تتخلصي من الآلام والأحزان وأن ترميها خلف ظهرك، وعدم البكاء عليها والتوقف عندها لفترة طويلة، وعليك دائماً أن تتذكري أن هناك أملاً وحياة تستحق أن نعيشها، وأن الغد لابد وأن يكون أفضل وأكثر فرحاً وسعادة، فالأمل هو مفتاح البقاء، ولولا الأمل لما استطاع الإنسان الاستمرار في ظل كل ما يمر به من ظروف ومواقف، وتذكري دائماً أن بسمة الأمل هي العصا السحرية التي تمحو آلام الماضي ومرارتها. فحواء قد تشعر بنفس درجة الحزن واليأس وخيبة الأمل، وكأن هذا الحدث الأليم وليد اللحظة، فهي لا تستطيع نسيان الذكريات الأليمة التي مرت بها بسهولة، والأدهى والأغرب أنها لا تستطيع أن تتعرف على سبب تذكرها للذكريات الأليمة، حيث تعتقد دائماً أن ذكريات الماضي لصيقة بها لا تستطيع التخلص منها، فكيف تتخلص من ماضيها، وهو جزء من حياتها حدث بالفعل في وقت ما وترك بصماته على قلبها وروحها,لذا، تحاول حواء دائماً التعايش مع الذكريات الأليمة، مستنكرة أن يحدث المستحيل، وتتحول الذكريات الأليمة إلى ذكريات حسنة تشعر بالفخر عند تذكرها. ولكن لا بد من معرفة سبب الحزن عند تذكر الذكريات الأليمة، لأنها ليست هي سبب الألم كما يزعم، ولكن الخوف من تكرار هذه الذكريات في المستقبل هو ما يشعر بالحزن والتوتر والقلق في إمكانية حدوث الحدث الأليم في المستقبل؛ فعدم القدرة على تخيل مستقبل أفضل هو الشيء الذي يشعر بالألم. وهناك حقيقة هامة وهي أن الذكريات الأليمة حبيسة العقل الباطن، وسبب حبسها هو أنه ليس هناك ضمان أن الحدث الأليم أو الذكرى السيئة لن يتكرر مرة أخرى؛ فالعقل الباطن يحتفظ بالعديد من الأحداث والذكريات التي يشعر الفرد بعدم الرضا عنها، مما يؤدي إلى الشعور بالذنب، هذا الشعور بالذنب هو السبب في الألم النفسي والحزن الذي يشعر به الإنسان عندما يتذكر هذه الأحداث والذكريات المؤلمة، لذا أن يتخلص الإنسان من الشعور بالذنب هو مفتاح التخلص من الذكريات الأليمة. وهناك مجموعة من النصائح ينصح بها للتخلص من الذكريات الأليمة ومنها استرجاع بعض تفاصيل الذكريات الأليمة والأحداث السيئة التي لا تستطيعين نسيانها، ثم تخيلي شكل المستقبل بطريقة أفضل من تلك الذكريات الصعبة، مما يتيح الفرصة للتخلص من الذكريات السيئة، فمثلاً إذا تعرضت حواء لقصة حب ولم يكتب لها النجاح قد تشعر بالألم لأنها تشعر بداخلها بمشاعر ذنب، فلم تتخلص المرأة بعد من الإحساس بالذنب بداخلها، إلا إذا قامت المرأة بتخيل نفسها في تجربة حب ناجحة ومستقبل أفضل، وقامت بوضع هذا الموضوع هدفاً تسعى إليه لتحقيقه تستطيع وبكل سهولة محو الذكريات الأليمة تماماً من حياتها، وبالتالي ترقب المستقبل السعيد بذهن صاف خال من أية ذكريات مؤلمة. فالذكريات ما هي إلا مجرد ذكريات، وإلا لما أطلقنا عليها اسم «ذكريات» وهذا وحده كفيل بأن يجعلك تقفين من جديد، وأن تنظري إلى الأمام بعين ملؤها المستقبل والأمل، وحاولي دائماً تجاهل ما يؤلمك ونسيانه أو على الأقل المرور عليه مرور الكرام، دون ترك الحبل للذكريات والأحزان بالسيطرة عليك، وأغلقي هذا الباب الذي لن يعود عليك إلا بمرارة وغصة تتجدد كلما تذكرتي الماضي.