هناك بعض الأفكار والمفاهيم السلبية التي قد تحوّل حياتك إلى جحيم، وتؤدي بك إلى الاكتئاب المقترن دائماً بالعديد منها، وإذا تمكنت من تقليص تأثيرها، ستكون قادراً على التأقلم مع تجارب الحياة بشكل أفضل، والاستمتاع بعلاقات صحية سوية مع نفسك وأيضاً مع الغير، ويمكن إجمال أبرز تلك النقاط كالتالي : التركيز على السلبيات فقط قد ينطبع في ذهنك حدث سلبي شاهدته أو سمعت عنه، وربما تضفي عليه بعض المبالغات الكبيرة حتى تضع كل ما تقوم به في الحياة من جهدٍ وخبرات في بوتقة متشائمة، تعيق أي تقدم وتفترض الفشل المسبق، لأنك نشأت في بيتٍ مضطرب، أو عاصرت أعمال عنف صورت العالم كله في نظرك وكأنه غابة خالية من الأمان. - وضع استنتاجات سريعة بلا دليل: في هذه الحالة تتوصل إلى نتائج واستنتاجات عن رأي الآخرين عنك بدون أي دلائل حقيقية، فقد تعتقد مثلاً أن شخصاً ما ينظر لك نظرة تدن أو تحقير، وليس لديك أي إثبات واقعي على هذا الاستنتاج، ويرجع السبب إلى بعض المخاوف المسيطرة على عقلك التي غرست بداخلك هذا الشعور. التفكير العاطفي يتشابه أسلوب التفكير العاطفي مع مبدأ التسرع في وضع الاستنتاجات، ففي حين يشير المبدأ الثاني إلى علاقاتك مع العالم الخارجي، يتناول هذا النمط من التفكير معتقداتك وأفكارك الذاتية عن نفسك، فقد يسيطر عليك شعور داخلي بالذنب، رغم عدم وجود أي دليل على ذلك، أو تعتقد بأنك أحمق على الرغم من كل الإنجازات التي حققتها من قبل . الاعتماد على مبدأ) كل شيء أو لا شيء) وفي هذه الحالة يصنف الشخص إنجازاته إلى فئتين: إما أبيض أو أسود ولا توجد بدائل أخرى، فإذا وقع في خطأ ما، فإنه يحكم على نفسه بالفشل الذريع ويشعر أنه الخاسر الأكبر، وهو بذلك يبحث عن الكمال، والكمال لله وحده، أما الإنسان فهو مخلوق يعتريه النقص دائماً. الخوف المرضي من تكرار تجربة سيئة ويسمى هذا العرض المرضي بالإفراط في التعميم، فمثلاً إذا واجه الإنسان فشلاً في زواجه يؤمن أنه لن يكون قادراً على تأسيس حياة زوجية سعيدة مرة أخرى، ويتوقع التعرض للإساءة والنقد أو الاحتيال عليه بغض النظر عن تغير المواقف والشخصيات. عدم إدراك مقاييس الذكاء والقدرات عندما يجهل شخص ما مستوى ذكائه وقدراته الخاصة، يضع لنفسه مكانة تفوق إمكاناته الحقيقية، حينها يفشل في تحقيق ما يحلم به ويصاب بشعور مروع يفقده الثقة بنفسه وبالعالم من حوله، وقد يتوقف عن المحاولة مرة أخرى في ظل حالة من إنكار الواقع، وينتهي به الحال إلى تعذيب نفسه ومعاقبتها على الفشل الذي وقعت فيه، بل وتزداد حالته سوءاً. تحميل النفس مسؤولية أشياء خارجة عن الإرادة يحدث هذا عندما تأخذ الأمور بشكل شخصي، وتحاسب نفسك على وقوع أشياء لا يمكنك التحكم فيها أو تكون خارجة عن إرادتك، مثل الأم التي تشعر كأنها مهملة عندما لا يحصل طفلها على نتائج جيدة في المدرسة، حيث تترجم التقارير المدرسية التي تصلها على أنها فشل من جانبها وحدها، رغم وجود المئات من العوامل الأخرى المؤثرة على حياة طفلها ونسبة تحصيله الدراسية.