أثبتت دراسة حديثة أن منطقة صغيرة من قشرة الفص الجبهي للدماغ تتولى مسؤولية التحكم في العادات التي يتم تفعيلها في وقت معين، وقد يقود هذا الاكتشاف إلى تمكين الإنسان مثلاً من التوقف عن عادة التدخين بسهولة مستقبلا. و هذا التصور خرجت به دراسة جديدة لعلماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة تهدف لإيجاد المفتاح الرئيسي في الدماغ الذي يتحكم في العادات، ومن المعروف أن العادات القديمة لا تموت بسهولة لأنها تكون مزروعة في أعماق الدماغ، وهذا شيء إيجابي في بعض النواحي لأنه يسمح للدماغ باستغلال الطاقة في أمور أخرى في وقت يحدث فيه سلوك معتاد بأقل جهد من التفكير مثل قيادة السيارة إلى العمل. ومن ناحية أخرى هناك بعض الخطوات التي أكد العديد من الخبراء على أنها أثبتت نجاحاً كبيراً في التخلص من العادات السلوكية غير المرغوب فيها، فمثلاً إذا أراد الشاب التخلص من عادة معينة كالتدخين فلا يجب الحرمان من مشاهدة أصدقاء له يدخنون، ولكن يجب أن يجلس معهم لمدة معينة ولتكن ساعة مثلاً ولا يقوم خلالها بأخذ سيجارة منهم حتى وإن ألح أحد أصدقائه عليه بقبولها. وفي البداية يجب أن يعرف كل شاب أن مجرد اعترافه بضرورة التخلص من عادة سيئة مكتسبة هي أولى درجات النجاح في التخلص من هذه العادة الغير مرغوب فيها مهما كان درجة ارتباطه بها، حيث إن هناك حقيقة علمية تؤكد أن إقناع العقل الباطن بضرورة التغيير هو أولى خطوة نحو التغيير والتخلص من العادات السيئة, فهناك عقل واع يرفض هذا السلوك أو العادة المكتسبة، بينما هناك العقل الباطن إذا تم اقناعه بأهمية التخلص من هذه العادة السيئة سيتم التخلص منها وبأقصى سرعة ممكنة. كما أن الجدية والإصرار على التخلص من العادة السيئة من خلال كثرة المحاولات وعدم الشعور بالإحباط والفشل من شأنه إجبار العقل الباطن على الانصياع لأوامر العقل الواعي وتنفيذها، حيث يشير علماء النفس إلى أن العقل الباطن يختبر صاحبه ومدى جديته في أخذ الأمور لذا يجب على الشاب أن يجبر نفسه على تكرار محاولات التخلص من العادات السيئة بلا كلل أو ملل حتى يعطي رسالة للعقل الباطن بأنه جاد في التخلص من تلك العادات وأنه لا مفر من التغيير. ولابد أيضاً أن يدرك الشاب أنه قد يشعر أثناء محاولاته المتكررة في التخلص من العادة السيئة بعدم الارتياح والانسجام، فهذا بالطبع أمر طبيعي لابد أن يتفهمه ولا يجب أن يستسلم لمشاعر اليأس والإحباط, فلابد أن يعلم أن هناك مقاومة تحدث من العقل الباطن لرفض التغيير وعدم الثبات عليه. كما أن هناك عادات معينة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية أو التدخين او إقامة العلاقات الغرامية أو غير ذلك من العادات السيئة التي تضر بصحة الشاب وتكون ضررها أكثر من نفعها، يكتسبها الرجل ولكنه يدمنها لأنه يراها وسيلة لإدخال البهجة والسرور على نفسه ولو حتى لبعض الوقت، ووقتها يكون غير مدرك تماماً أنه بذلك قد يهرب من مشاكله بمشكله أكبر, فالاعتماد على العوامل الخارجية لنسيان الهموم والأحزان لا يؤدي إلى حل المشاكل بل يؤدي إلى تأجيل حلولها. وأخيراً ينصح المختصون بضرورة لجوء الشاب الذي يريد التخلي عن عادة سيئة معينة إلى تطبيق مبدأ التعرض ومنع الاستجابة بمعنى أن يتعرض للموقف الذي قد يوحي إليه بالقيام بالعادة السيئة أياً كانت ثم يمتنع عن الاستجابة.