تعاني الصحف المطبوعة في مختلف دول العالم من أوضاعٍ سيئة، بعد أن تسببت وسائل الإعلام الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي، في انصراف العديد من القراء عن تلك الصحف التي غالبًا ما تخضع لرقابة حكومية تقلل من مصداقيتها لدى القارئ، والاتجاه بدلاً من ذلك، للشبكات الاجتماعية والصحف الإلكترونية، التي تتمتع بهامش حرية لا يتوفر في وسائل الإعلام التقليدية التي اعتاد القارئ عليها خلال السنوات الماضية، وقد عبَّر العديد من النشطاء على "فيس بوك" عن الواقع الأليم الذي تعيشه تلك المطبوعات، بعد أن أصبحت أحد أبرز ضحايا التقدم التكنولوجي. في البداية أكد جمال بنون، رئيس المركز السعودي للإعلام، أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي تعاني منها أغلب الصحف الورقية، فإن هذه الصحافة في الخليج قد يطول بقاؤها مرجحاً احتمالية تقلص مساحة الصحف الضعيفة، مشيراً إلى أن الصحف الأقوى ستظل باقية إلى أن تختفي إعلانات النعي والتهاني. بينما أكد عبد الله الطيب، أن إيرادات إعلانات النعي والتهاني لا تضمن استمرار الصحافة الورقية في الإصدار، وقال: عندما يتم ابتكار وسيلة إعلانية إلكترونية للنعي والتهاني ولها جمهور كبير ومقدرة على استهدافه بعناية، ستنتهي الصحف الورقية، وهذه الوسيلة لن تكون في الإنترنت، ولكنها في الجوالات الذكية، وقال عمر محمد: إن تكلفة طباعة الصحيفة الواحدة تبلغ حوالي 5 ريالات، وتباع بريالين فقط ولا توزع كل النسخ! ويتم تعويض ذلك، بالإضافة إلى المصروفات الأخرى والرواتب من الإعلانات. واعتبر "Abdullah I. Alghamdi" أن الصحافة الورقية تعيش مرحلة الاحتضار، ولم يبق لديها شيء تتقدم به على وسائل الاتصال الحديثة، بل على العكس فهي عالة على الداعمين، ولا يرى لها حسنة باقية، إلا أنها تساعد على إبقاء بعض الديناصورات لأخذ العبر. وعلى النقيض استبعد محمد حسن تماماً فكرة الاستغناء عن الصحف المطبوعة أو اندثارها بسبب التحول إلى الصحافة الإلكترونية، وقال: القراءة للصحيفة الورقية لها متعتها وجمالها وكذلك الحال بالنسبة للكتاب الورقي سيظل محتفظا ببريقه ورونقه، واتفق معه في الرأي "AbdulhadiHabtoor" قائلاً: الصحف المطبوعة لن تنتهي حتى قيام الساعة.