استعدادا لموقعة الديربي المثيرة والقمة السعودية المنتظرة بنكهة آسيوية والتي ستلعب غدا في عروس البحر الأحمر جدة بين قطبي الغربية وعملاقي الكرة السعودية الاتحاد والأهلي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا اتفق الفريقان على السرية التامة لما يدور داخل المعسكرين الأصفر والأخضر وعزل المعسكر عن الأجواء الخارجية في خطوة يبحث من خلالها كل فريق عن التهيئة المناسبة لمثل هذه اللقاءات التنافسية والتي تلعب فيها الجوانب النفسية الشيء الكثير ولعل أهم ما في القمة الكبيرة هو ضمان تواجد فريق سعودي في النهائي بغض النظر عن هويته سواء كان الاتحاد أم الأهلي لأن كلاهما يستحقان الوصول للنهائي واللقب عطفا على ما قدماه من مهر للبطولة بالمستويات الكبيرة والنتائج الايجابية في دوري المجموعات والأدوار الإقصائية من البطولة. السرية التامة اكتنفت السرية التامة تدريبات الفريقين بعد أن فضلا إغلاقها أمام الجمهور والاعلام من أجل ابعاد اللاعبين عن الضغط النفسي وعدم الافصاح عن التشكيل الذي سيدخل به كل فريق في ظل المراوغات من الجانبين في ما يخص المصابين تحديدا ففي الأهلي كان هناك شكوك حول تعافي فيكتور والحوسني وكامل الموسى من الاصابات وبالطبع الثلاثي يعتبر من أهم ركائز الفريق والأسماء التي يعول عليها جاروليم كثيرا في بناء خططه التكتيكية كما أن نايف هزازي أصبح ورقة الاتحاد التي تلعب بها أمام الاعلام حول جاهزيته البدنية في ظل الأنباء عن إصابته وهو من أهم اللاعبين في خط المقدمة خاصة أنه يملك مهارة الكرات الرأسية والتي من خلالها رجح كفة فريقه في آخر مواجهة بين الفريقين الموسم الماضي، وبرغم السرية إلا أن الخطوط العريضة لتشكيلة الفريقين واضحة وبشكل كبير للوسط الرياضي. الدعم الشرفي حظيت فترة الإعداد الماضية في معسكر الفريقين حضور شرفي ففي الجانب الأهلاوي تواصل حضور كبير الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله وعدد من أعضاء الشرف في سبيل دعم الفريق معنويا وماديا قبل خوض المواجهة التنافسية الكبيرة كما أن في الجانب الاتحادي حث عدد من أعضاء الشرف الفريق لتقديم كل ما لديه في هذا الدور حتى يتجاوز مرحلة صعبة ويعيد أمجاده ولعل الشارع الرياضي تعود على الحضور الشرفي والمؤازرة قبل المباريات المهمة وهذه البطولة من أبرز المسابقات التي يتنافس عليها الفريقان وكل الأماني أن يستغل الفريقان هذا الدعم بتقديم صورة كروية جميلة على المستطيل الأخضر تؤكد قوة الفريقين وتاريخهما الناصع. مشكلة المدرجات منذ فترة الأسبوعين تقريبا والاثارة للديربي الكبير سلطت على المدرجات والتي تمثل الملح والجمال الحقيقي للقاءات التنافسية ففي البداية دار الجدل حول التوزيع وتقسيم المدرجات بين جمهور الفريقين حتى تأكد حصول كل فريق على حصته النظامية بأمر الاتحاد الآسيوي ولكن ذلك الجدل لم يتوقف لهذا الحد بل استمر في الجانب الاتحادي حول طريقة الحصول على تذاكر اللقاء والتي أكدوا استياءهم التام من طريقة توزيعها باتجاهات متعددة والتي زج فيها عمد الأحياء بطريقة غير مناسبة ومحرجة لهم ولا تعكس الطريقة الاحترافية في توزيعها والتي سببت تدافعا كبيرا وفتح السوق السوداء على مصراعيها لبيع التذاكر ويجب على الأهلي في لقاء الاياب أن يستفيد من الأخطاء التي وقع فيها الاتحاد وتوزيع التذاكر بطريقة منظمة أكثر. لا للتعصب و1000 لا للخشونة دور الجماهير في اللقاءات التنافسية كبير وفعال لتجيير الأفضلية ولذلك على جمهور الفريقين أن يشجعوا بشكل حضاري ويؤازروا فرقهم بالشكل الأمثل بعيدا عن التعصب ولعكس صورة مشرفة للمشجع السعودي بعيدا عن السلوك المشين كما أن على اللاعبين دور كبير في داخل الملعب فمهمتهم يجب أن تقتصر على اللعب طيلة دقائق المباراة وعدم البحث عن الإثارة السلبية التي لن تعود على الفريقين بالفائدة الفنية كما يجب البعد عن الخشونة حتى لا يفقد الفريق الفائز كثيرا من قوته في النهائي فالفريق الفائز من المفترض أن نقف معه جميعا وأن يحضر بكل قوته حتى يمثل الكرة السعودية خير تمثيل وبالتالي فإننا نقول للجمهور لا للتعصب وللاعبين لا للخشونة. بيان الإدارتين الواعي البيان المشترك الذي أصدره الفريقان الاتحاد والأهلي قبل اللقاء بأسبوع تقريبا يدل على وعي الإدارتين وإدراكهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ويعكس تماما مدى التنافس الشريف بين الفريقين بغض النظر عن المهاترات التي تحدث في الاعلام المحسوب على الاعلام السعودي أو الجمهور المتعصب وقد سعت الإدارتان من خلال البيان على إخماد الاثارة المبتذلة وتحسين الصورة الحقيقية للتنافس الشريف وأن تبقى المنافسة على المستطيل الأخضر لأن رسالة الرياضة أسمى من الفوز والخسارة. الأفضلية في الأهداف في لقاءات الذهاب والإياب يعمل بأفضلية التهديف في ملعب المنافس وبذلك فإن كل فريق سيعمل جاهدا على الاستفادة من هذا العامل فقد شاهدنا الفريق الاتحادي استفاد منه في ربع النهائي أمام الفريق الصيني والاستفادة الكاملة من استضافته للقاء الذهاب ولعل القوة الهجومية في الفريقين من خلال المهاجمين ولاعبي الوسط ووجود الثغرات الدفاعية ستساهم في تسجيل لقاءي الذهاب عدد كبير من الأهداف للفريقين فدعونا ننتظر لقاء الغد المرتقب.