أصبحت عملية ضبط الجودة من أهم أولويات منظومة التعليم في المملكة, بما فيها من قياس للمدخلات والمخرجات, ورصد الأداء وربطه بالمؤشرات العالمية، لتحقيق أعلى كفاءة للأنظمة التعليمية، وفي ظل تزايد الاهتمام بالقياس والتقويم الذي يرافق عمليات التطوير في التعليم، وبدعمٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يواصل المركز الوطني للقياس والتقويم في منتصف محرم المقبل استعداداته لعقد المؤتمر الدولي الأول للقياس والتقويم تحت عنوان "معايير القبول في التعليم العالي", خلال الفترة من 18 إلى 20 محرم 1434ه, الموافق من 2 إلى 4 ديسمبر 2012م. ويأتي هذا المؤتمر كنقطة انطلاق لسلسلةٍ من هذه المؤتمرات، ليناقش أحد الملف الذي كان أساس إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في المملكة العربية السعودية, وهو "معايير القبول في مؤسسات التعليم العالي". ويهدف المؤتمر إلى إثراء الجانب العلمي في اختبارات القبول ومعاييره، وإبراز الجوانب العلمية والعملية للعاملين في مجال اختبارات القبول، وتعريف المجتمع باختبارات القبول ومعاييره, إضافة إلى استعراض أهم التجارب العالمية في معايير القبول, والاستفادة من الباحثين المتميزين في إنجاز دراسات ذات علاقة بتجربة المركز. ويدور المؤتمر في خمسة محاور, أولها: اختبارات القبول، والأسس النظرية، وخطوات البناء، ويناقش فيه الأسس التربوية والنفسية لاختبارات القبول، وتوافر الخصائص السايكومترية في الاختبارات، وتأثير طبيعة الأسئلة في البناء والصدق، والمنطلقات النظرية والعملية. أما المحور الثاني فيدور حول تصحيح الاختبارات وتحليلها, ويناقش من خلاله الآليات المستخدمة في تحليل الاختبارات وتصحيحها, بالإضافة إلى إعداد تقارير الاختبارات. أما المحور الثالث يناقش قضايا في تطبيق الاختبارات، وأساليب الحفاظ على سرية الاختبارات وسلامتها، والتقنية في تطبيقات الاختبارات، والغش في الاختبارات، إضافة إلى التدريب والتهيئة، بعد ذلك سيتم عرض التجارب العالمية في معايير القبول، بعدها يتم مناقشة الأبعاد الاجتماعية لاختبارات القبول, وعلاقة الاختبارات بالسياسات التعليمية, والتواصل مع المستفيدين من الاختبارات, وتأثير الاختبارات على كفاءة التعليم. ويشارك في المؤتمر أكثر من 23 شخصية عالمية بين متحدثين وباحثين، لمناقشة أكثر من 22 ورقة عمل في محاور ومواضيع المؤتمر، كما يصاحب المؤتمر ثلاثة ورش عمل عن استخدام النظرية الحديثة في بناء وتطوير الاختبارات، وإجراء دراسات المحاكاة باستخدام لغة "R" للبرمجة، وبناء وتطوير الاختبارات. يُذكر أن المركز الوطني للقياس والتقويم بدأ خطواته الأولى مع منتصف عام 1422 ه، حيث كانت رسالته هي تحقيق العدالة وتساوي الفرص في التعليم العالي, والمساهمة في رفع كفاءة مؤسساته بناء على أسس علمية دقيقة من خلال: - إعداد وإجراء اختبارات القبول في مختلف مؤسسات التعليم العالي. - العمل على تطوير وسائل القياس التربوي في كافة مستويات التعليم العالي. - قياس المؤشرات التربوية والتحصيلية من أجل رفع كفاءة مؤسسات التعليم العالي. - استقطاب الخبرات في مختلف مجالات اهتمام المركز. - تقديم الخدمات الاستشارية لمراكز القياس في مختلف المؤسسات التعليمية. - إجراء الدراسات والبحوث المتخصصة في مجال القياس التربوي. - نشر ثقافة "القياس والتقويم" وتعميقها على المستويين: التعليمي والاجتماعي. وقد وصل المركز بعد مرور أحد عشر عامًا على تأسيسه إلى مستوى منافس عالميًّا من الاحترافية والشمول، ليقدم عددًا من الاختبارات والمقاييس التعليمية والمهنية واللغوية التي تخدم التعليم ومخرجاته، وتساهم في تفعيل البحوث والدراسات في مجال القياس والتقويم ومستجداته، وتعزيز التفاعل البنَّاء بين المراكز المتخصصة بما يحقق الريادة في دعم البحث العلمي المنتج في مجال القياس والتقويم.