هكذا من نصٍ لآخر تزداد تألقاً ونضارة وكلما توصل القارئ لحرف من بوحها العطِر شعر بمدى نفاذ ساجدة الموسوي إلى الذاكرة ..كيف لا وكلماتها لا يمكن فصلها عن نبض القلب وبثّ العاطفة على جناح طائر وأيّ طائر ..!! إنه الحبارى الذي أخذنا في هذا العدد إلى عالم المتألقة ( ساجدة الموسوي ) المضيء دائماً بروحها وحرفها الأخاذ . تقول الشاعرة / شعر ساجدة الموسوي « الحُبارى طائرٌ تلقي ريشَها مع إلقاءِ سائرِ الطيرِ ريشه ، ويبطئ ُ نباتُ ريشِها ، فإذا طار الطيرُ ولم تقدر هي على الطيران ماتت كمداً ، وصار يضرب بها المثل فيقال :( ماتَ فلانٌ كَمَدَ الحُبارى ) ، وقال الشاعر : وزيدٌ ميتٌ كمد الحبارى إذا ظعنت هنيدة ُ أو مُلِمُ كأنّي بلغتُ تخومَ السديم ذراي الرياحُ ولا شيء غير السكون ولهفى ، كأن المنامَ بدا يقظة ً ليس فيما رأيتُ سوى قلقٍ وارتعاش كأني أطيرُ على جبل ٍ من غمام هتفت بنفسي : أحقاً أطير ؟ إلامَ أطيرُ وأين الدليل ؟ مدائن ُ نورٍ مداها عجيببٌ يهزّ كياني انبهاري كأني رأيتُ بأدنى الشروقِ مياهاً جبالاً تعشعشُ فيها الصقور وشمساً على كوخ ثلجٍ تنام كأني التمستُ من الخوف ألاّ يجئ لعلّي أنام ولكنّهُ ظلّ يجلدني ، فانتبهت صحوتُ كزهرة لوزٍ بعاصفةٍ ترتجف ها هو الخوفُ يشهرُ أنيابه واحتمالي رهيف أين أجنحتي ؟ أين ريشي الحرير؟ قلتُ للخوفِ : أمهل ... لعلّي أرممُ حالي بما أستطيعُ وقد أستطيع قال : لا والمدى واسعٌ صار أضيق ْ وصوتي تناهى وشملُ احتمالي تفرق ْ إيهِ يا ريحُ كفّي المسير اختنقتُ من الخوفِ ألاّ أطير و «رؤياي « بالأمس كانت ملاذاً أخير أي ّ مرّ أمرّ من العنفوان الكسير ؟ إن ّ ريشي يغامرُ بي في جنونِ اهتياجِ البحار ومالي على العجزِ أيّ اصطبار أريدُ أحلقُ مثل الطيور ولكن ّ ريشي صديقٌ وخان فهل أتركنّ الظلام َ يخطط قبراً صغيراً لموتي على سافيات الرمال ؟ أم أصففُ من ريشِ أعتى الصقورِ شراعاً يحلّق بي فوق ذلِّ المصير ؟ أحاولُ رغم الأسى أن أكون ... وربتما أمتطي الشّهُبَ العالياتِ وأعبرُ كالسهم ِ قوسَ الممات وحينئذٍ سأغني ... إذا الطيرُ يوماً أراد الحياة ... الشاعرة القديرة / ساجدة الموسوي