عن المظاهرات الحاشدة للمعارضة في العاصمة الأردنية عمّان للمطالبة بإصلاحات سياسية غداة حل البرلمان، رأى الكاتب والمحلل السياسي عمر كُلاب أن نزول المعارضة إلى الشارع بهذا الشكل بعد الخلاص من الأجندة الزمنية وخارطة الطريق الإصلاحية قد دفع بالكثيرين إلى مجافاة حوار الشارع والابتعاد عنه، كون هذا الحوار غير مجد، وهذا ما حدث في مسيرة الجمعة، حيث كان الغياب سيد الموقف حتى في قيادات الصف الأول في جبهة العمل الإسلامي، فحوار الشارع في الأردن لم يعد من أجل الالتفاف حول شعار سياسي معين. وفي حديثه عن المطالبة بإصلاحات دستورية أو تعديلات دستورية، أكد أنه لا أحد يريد مجلس النواب الذي جرى حله والذي أصبح في نظر الشارع الأردني غير جدير بالثقة وغير جدير بالإصلاح، موضحاً أن الملك عبد الله الثاني قام بحل هذا المجلس والدعوة إلى انتخابات وفق معادلة سياسية لم يألفها الشارع الأردني من قبل من حيث تهيئة الهيئة المستقلة للانتخاب وفرض الرقابة الدولية والعربية، ثم ما يسمى بالمحكمة الدستورية التي جرى إقرارها. وأضاف خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على فضائية الجزيرة أن حوار الشارع أصبح جزءً من الانتهازية السياسية أو الابتزاز السياسي غير الواضح الطريق ولا يملك أي خارطة سوى الصراخ والتواجد في الشارع، في حين أقبل الأردنيون على إعداد خارطة طريقهم الإصلاحي بشكل واضح المعالم. وعن عدم حدوث تقدم في أي من مطالبات المعارضة حول وجود قانون انتخابي أو الفساد أو تغول الأجهزة الأمنية في العمل السياسي، أكد كُلاب أن مجمل أطياف اللون السياسي في الأردن لها موقف من قانون الانتخاب ولها رؤية، حتى جلالة الملك أشار إلى أن القانون ليس قانوناً مثالياً ولكن الاختلاف هو على آلية تغيير وتعديل القانون، متسائلا عن كيفية تغيير القانون أو تعديله وفقاً للدستور من خلال حوار الشارع وعن كيفية تعديل الدستور وفقا لخطاب لا يقدم بديل.