قال الباحث والمؤرخ الدكتور فايز البدراني إن عملية إعداد بحث أو إصدار كتاب تاريخي يصدره ليست مسألة سهلة بالنسبة له إذ إنه اعتاد على عدم التسرع في مثل هذه الأمور حيث تمر بعدة مراحل يستغرق البعض منها عدة أعوام. جاء ذالك اثر إصداره لمؤلفه رقم (51) مؤخرا وهو ديوان الشيخ الشاعر مريبد بن حامد بن هنود ابن ربيق والذي ولد سنة 1330ه وتوفي عام 1419ه ويقع في 145 صفحة من الحجم المتوسط ويضم ترجمة تعريفية عن الشيخ مريبد، تشمل نبذة عن أسرته ومشيخته وحياته، ثم عرضاً لأشهر قصائده وبعض القصائد الموجهة إليه وردوده عليها. جاء ذلك في ثنايا لقاء جمعنا به في جدة مؤخرا بحضور الزميل الشاعر والإعلامي عبدالله الفارسي تحدث من خلاله البدراني ل(البلاد) عن المراحل التي تمر بها مؤلفاته قبل عملية طباعة أي منها حيث قال: (يعتقد البعض أن عملية إعداد بحث أو كتاب تاريخي من السهولة بمكان ومثل هذا منافٍ للواقع بالنسبة لي حيث اعتدت على ألا أمرر الكتاب للطباعة قبل تمحيص مسودة النسخة العاشرة منه وقد يستغرق ذلك سنوات بالنسبة لي وليس أقل إذ إنني وبمجرد أن أعد المسودة الأولى فإنني اتركها بادراج مكتبي لما لا يقل عن عام ومن ثم أعود لقراءتها مرة أخرى وأصحح ما يظهر لي من أخطاء وأضيف وأحذف ما يستوجب حذفه ومن ثم اتركها لفترة أخرى وأعود لها لنفس الغرض إلى أن انتهى من أكثر من مسودة وأشعر في قرارة نفسي بالرضا التام عنها فأقوم بعمل عدة نسخة من المسودة ما قبل النهائية ثم أوزعها على بعض الموثوق بهم من المعنيين بالكتاب المراد إصداره ليقرؤها وليدون كل منهم لي ملاحظاته عليها ليتم الاستفادة منها في عملية التصحيح والتمحيص). من جهته اعتبر الزميل عبدالله الفارسي الباحث فايز البدراني من أدق المؤرخين السعوديين تمحيصاً للمعلومة التاريخية وقال: (اطلعت على جميع مؤلفات (أبوتركي) فايز البدراني فوجدتها الأدق تمحيصاً للمعلومة التاريخية ومثل هذا يعد من أهم الأمور التي يجب ان يراعيها كل باحث تاريخي لتكون مؤلفاته ذات قيمة أدبية ومرجع تاريخي يستفاد منه). ويعد ديوان الشاعر الشيخ مريبد بن ربيق وثيقة مهمة على حياة الأجداد بكل مظاهرها ومصطلحاتها، ويستعرض الأماكن والمواضع التي كانت ترتادها قبيلة الشاعر، وقد بذل الباحث البدراني في إصداره جهداً مشكوراً من حيث التعريف بتلك المواضع تعريفاً علمياً دقيقاً، مع شرح المفردات الشعبية شرحاً وافياً، مما يجعل هذا الديوان مرجعاً تاريخياً وجغرافياً جديراً بالقراءة والاقتناء. ومن قصائد بن ربيق التي ضمها ديوانه الوحيد قوله.. عديت رجمٍ عن العين الشقاويه = واجذب كما صوت ذيبٍ حده الحامي ذيبٍ عوي يوم حاف المِرح محميه = وأيٌس وعوٌد معيف وحفي الأقدامي البدو شٌدوا وكل راح في نيه = ولا من ربيعٍ يليمهم كما العامي أحد شمال ونحر وادي الحناكيه = وأحد جنوب وتنصي الهضب وأرخامي وأنا عشيري صبرت ولا حصل ليه = وحبه بقلب العنا خطت له أقلامي ليت الخطى ما أبعدت عني مصريه = ولا أبعدتها لياليها والأيامي ودي بها مير عنها النفس محديه = وكد قالوا أهل المثل ما طاب ما دامي