الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. وبعد،، سجل التاريخ بأحرف من ذهب مولد المملكة العربية السعودية على يد قائدها ومؤسسها الملك عبد العزيز بن الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – بعد ملحمة بطولية حافلة دامت لأكثر من ثلاثين عاماً تمكن خلالها الملك عبد العزيز من تجميع شتات المملكة، ليشهد التاريخ لأول مرة توحيد المملكة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي الصادر في 17 جمادى الأولى عام 1351، ثم اختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام، الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية , ومنذ ذلك الحين يظل اليوم الوطني السعودي محفوراً في ذاكرة أبناء الأمة.. يوماً شهد تتويجاً لمسيرة جهاد ملك عظيم، وانطلاقاً لمسيرة جهاد أعظم نحو تنمية وبناء الدولة السعودية الحديثة. فعلى الصعيد الاسلامي، تتميز المملكة على كثير من الدول بحمايتها وغيرتها الإسلامية، كما أنها قد أولت جهوداً فائقة من أجل توسعة وإعمار الحرمين الشريفين من خلال تبني مجموعة من المشروعات الضخمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام , فإن مما نفخر به ونعتز، أن المملكة العربية السعودية تأسست على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونص نظامها الأساسي على ذلك بأن دستور ها كتاب الله وسنة رسوله . لذلك فإن اهتمام المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم لا يحتاج إلى تقديم البراهين والأدلة، فهو منبع أحكامها، ومنهاجها، فلا غرو أن تعتني به غاية الاعتناء وتهتم به من جميع الجوانب، حفظاً وتجويداً وطباعة وتسجيلاً،هكذا كان قائد الأمة الملك عبد العزيز، ثم أتى من بعده أبناؤه البررة الملك سعود وفيصل وخالد وفهد ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين الأمير سلمان، فساروا على نفس الدرب الذي سلكه والدهم (يرحمه الله) فكان اهتمامهم منصباً على مناهج التعليم والحياة اليومية، وخاصة تحفيظ كتاب الله عز وجل، ثم توسع إلى مدارس متخصصة في دراسة القرآن – تسمى مدارس تحفيظ القرآن الكريم – في جميع المراحل التعليمية، كما شجعت الدولة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أهل الخير والفضل، ودعمت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وقدمت لهم الإعانات التي تساعدهم في إنجاح هذا العمل، وتأتي جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة القرآن الكريم واضحة، في رعايته الكريمة لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، ومسابقة جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنّة النبوية وإنشاء كراسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للقرآن الكريم، وإنشاء قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، وتنظيم الملتقى التنسيقي للمؤسسات العاملة في خدمة القرآن الكريم, ورعايته للمؤتمر العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم، والجائزة العالمية لخدمة القرآن الكريم، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء , وقد بلغ اهتمام المملكة العربية السعودية بالقرآن مبلغاً كبيراً، وظهر ذلك واضحاً في مستوى أئمة الحرمين الشريفين، وهم من خريجي حلقات القرآن الكريم ومسابقاته المحلية والدولية في قوة حفظهم، وحسن تلاوتهم، كذلك اهتمام المملكة بجمعيات تحفيظ القرآن والمسابقات المحلية والدولية للقرآن الكريم ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكليات القرآن الكريم وأقسامه في جامعات المملكة، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم للبنين والبنات ومسابقات القرآن الكريم الخاصة، والتي يقيمها الأمراء والأثرياء. ولا يستغرب ذلك عندما يعلم أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تخرج من كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم بالرياض. فقد شهدت المملكة نهضة ملحوظة في التعليم والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة، تمثلت في تشجيع البحث العلمي، وبناء المدارس والجامعات، والاهتمام بالبعثات العلمية لأبناء المملكة لكل أنحاء العالم المتقدم. هذا بالإضافة إلى ما حققته المملكة من إنجازات في شتى المجالات، وأخذها الدائم بأسباب التقنيات الحديثة من أجل التقدم والازدهار واللحاق بالأمم المتطورة , فعلى كل سعودي أن يقف وقفة يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، - رحمه الله -. فاللهم احفظ مليكنا وولي عهده، واحفظ مملكتنا الغالية قويةً بإيمانها، عزيزة برجالها، فخورة بأمجادها وتاريخها. الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم