يُصاب الجلد بتغيّرات واضحة مع التقدّم في السّنّ، وهذا أمر طبيعيّ، ولكن بعض العوامل الخارجية والداخلية تؤدّي إلى تسريع هذه التغيّرات وهذا ما يُعرف بشيخوخة البشرة, فالجميع يتحدث عن شيخوخة الجلد ويبحث عن طرق التخلّص منها وتجنّبها وتأخيرها إلى أقصى حدّ، لكن لا يُدرك الجميع أسباب هذه التغيّرات... عندما تبدأ علامات العمر تترك آثارها على الشكل الخارجي، سواء في البشرة أو الجسم أو الشعر، يشعر المرء بأنه فقد شيئاً من الصبا. وتُعرف شيخوخة الجلد بفقدان المرونة وزيادة التجاعيد، وكذلك ترهّل اليدين وفقدان اكتناز الجسم كلّه, وهذا أمر يمكن ملاحظته مع التقدّم في العمر، حيث إنه بعد الخامسة والثلاثين، تحتاج خلايا الجسم إلى وقت أطول لكي تتجدّد، وهذا عائد إلى انخفاض بعض الفيتامينات في الجسم وإلى عدم توازن الهرمونات. وتعتبر شيخوخة البشرة عمليّة فيزيولوجية طبيعيّة، تختلف من شخص إلى آخر، ومع الوقت، تكون اليد أكثر عُرضة للتلف بسبب تعرّضها للعوامل الخارجية كأشعّة الشمس والماء والمنظفات, كذلك الجلد حول العين هو عُرضة للإصابة بالشيخوخة المبكرة، فهو جلد رقيق للغاية وفي حركة مستمرّة، ومع التعب المستمرّ والإجهاد، يقلّ تصريف السائل اللمفاوي، مما يؤدّي إلى ظهور حلقات داكنة تحت العينين. وتبدأ شيخوخة البشرة عندما يتباطأ تجدّد الخلايا الجلدية وتكاثرها، فمع تقدم العمر، تفقد البشرة حيويّتها، لتصبح رقيقة ومليئة بالتجاعيد، كما يظهر ترهّل جلديّ وفقدان للمطاطية، وتظهر أيضاً بقع بنيّة داكنة في الوجه واليدين, كما تصيب شيخوخة الجلد الوجه والجسم على حدّ سواء، لكنها ملحوظة أكثر في منطقة الوجه، وقد تترافق مع الشيخوخة الطبيعية للإنسان، عندما تهرم كل أعضائه، وهذا أمر طبيعيّ. وتظهر ملامح الشيخوخة المبكرة جليّة أكثر على النساء, لكن ذوي البشرة الجافة أكثر عُرضة للإصابة بشيخوخة الجلد المبكرة، ذلك أنّ البشرة الدهنيّة تفرز زهماً Sebum يحمي البشرة . ويرى الخبراء أن البشرة تتأثر بعوامل كثيرة، داخلية وخارجيّة، تساهم في حدوث التجاعيد, وتتركّز العوامل الداخلية المسبّبة للشيخوخة المبكرة في الأسباب الوراثية التي لها الحيّز الأكبر، والاضطرابات العاطفية والضغوط النفسية، إضافةً إلى عوامل هرمونية وميكانيكية وكيميائية، هي امتداد طبيعيّ لنموّ الخلايا والأنسجة وتطوّرها, أمّا العوامل الخارجيّة فتشمل التعرّض المفرط للشمس وللأشعة فوق البنفسجيّة، والتعرّض للرياح والتلوّث البيئيّ والإفراط في استعمال مساحيق وأدوات التجميل. وأهمّ عامل يساهم في حدوث الشيخوخة والتجاعيد بشكل مبكر جداً هو عادة التدخين، كما أنّ نوعيّة الحياة الخاطئة من أكل وعدم ممارسة الرياضة وغيرها، من شأنها أن تساهم في ذلك أيضاً. ومن الممكن تأخير بروز ملامح الشيخوخة، عبر اتباع روتين حياتي مدروس، يكفل "الشيخوخة برُقيّ" بمعنى أن يتمتّع المرء بكلّ شريحة من عمره، من غير أن يشعر أنه مغبون أو مريض أو كهل قبل أوانه. ويؤكد الخبراء على ضرورة المثابرة والمواظبة على الاعتناء بالبشرة منذ العشرينات من العمر. فلا تقتصر العناية على الأشخاص المتقدّمين في السن أو على الذين يعانون من مشاكل جلدية فقط. لذلك، لا بدّ من تنظيف البشرة صباحاً ومساءً، وتنظيف الماكياج كاملاً قبل النوم، واستخدام كريمات خاصة ومستحضرات طبية - تجميلية، حسب نوعية البشرة, كما يجب استخدام مستحضرات خاصة لمحيط العينين وحول الفم للترطيب والحماية, ويجب استخدام الواقي من الشمس وعدم العبث بتاتاً بالحبوب التي قد تظهر على البشرة, ومن المستحسن تفادي التعرّض مباشرةً للملوّثات البيئية، ويجب أيضاً الإقلاع عن التدخين.