تعرّض برنامج الثامنة في حلقته أمس على قناة mbc1، مشكلات ذوي الإعاقة في المملكة، ونظرة المجتمع التي تحمل معاني الشفقة والرحمة لصاحب الإعاقة الجسدية، الأمر الذي يترتب عليه أذى نفسي يؤثر على طموحاته وقدراته، مما يسترعى انتباهنا إلى ضرورة تقدير المجتمع لهؤلاء المعاقين، وتشجيعهم ومنحهم الفرصة التي يستطيعون من خلالها إثبات وجودهم في المجتمع، حتى يصبحوا صورا مضيئة في شتى المجالات المختلفة. ومن ثم أكد عمار بوقس، الصحافي والمعيد في قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية في دبي، في لقائه مع البرنامج، مؤكدا أنه على أن المعاق يبدأ من نفسه، فإذا لم يتجاوز إعاقته فلن ينفعه تعاون المجتمع أو العائلة، مشيرا إلى تجربته، قائلاً: كنت بين خيارين إما أن أكون مثل أي شخص عاجز في بيته، أو أن انطلق وأبحث عن فرص للنجاح، وهذا ما كان. وعن رعاية الشباب بالجامعة ودورها لذوي الإعاقة، انتقد دور الرعاية التي لا تقدم أي شيء لذوي الإعاقة، فضلاً عن تقصير مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى استنكار المجتمع للإنسان المعاق. وعن قصته في جامعة الملك عبدالعزيز، شنّ عمّار هجوما على الجامعة التي رفضته رغم تخرجه فيها وحصوله على المركز الأول في قسم الأدب وعلى الجامعة ككل، إلا أنهم في النهاية تم "رفضه"، أما عن قبوله في الجامعة الأمريكية في دبي؛ فأشار إلى أن لديه مقطع فيديو على موقع "يوتيوب"، شاهده الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، فقام بتقديم دعوة له لزيارة الإمارات، وفي زيارته للجامعة الأمريكية قال له إنه لديه الرغبة في أن يكون معيدا في الجامعة، فوافق مباشرةً. وتعليقًا على كلام "عمّار"، نفى المتحدث الرسمي لجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي، خلال اتصاله التليفوني، ما ذكره عمّار، وأكد أن عمار من أبناء الجامعة، والجامعة احتضنته لسنوات، وطلبه محل نظر وهذه إجراءات نعمل بها، وأن الطلب لايزال قائماً. كما اعترض البقمي على حديث "بوقس" واتهامه الجامعة بإهماله، ذاكراً أن الأمر كله روتيني وطلبه قيد التنفيذ من قِبل الجامعة. وعمّا ينقص ذوي الاحتياجات الخاصة من المجتمع، شدد "عمّار" على أنه لا شيء ينقص المعاق لكي يبدع، مضيفا: ليس المجتمع وحده هو المسئول عن توفير الفرصة، موضحا أن هناك بعض المعاقين يجلسون في منازلهم وينتظرون الفرصة، مشددا على ضرورة بحث المعاق عن فرصته لأن المسئولية هنا مشتركة بين المعاق والمجتمع. وفي حديثه عن سبل تعامل الأسر مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، أوضح أن التعامل يختلف حسب البيئة والثقافة والمستوى الاجتماعي، فبعض الأسر تعتبر أن ابنها المعاق عار عليها، رغم أنه قد يكون سبب في البركة والرزق، ويحاولون استنكار وجوده معهم.