الإسراف والتبذير وعدم الاكتراث بأهمية المال تُهَمٌ ظلت ملتصقة بالشباب، إلا أن الدراسات الحديثة جاءت لتؤكد العكس وتنصف الجيل الجديد، حيث أظهرت مقدرتهم في التعامل بنجاح مع المشاكل المالية أكثر من مقدرة الأجيال التي سبقتهم بعد أن قسّمت الدراسة الفئات العمرية والأجيال إلى أقسام تحمل أسماء من "A" لأجيال المسنين و" Z " للشباب والمراهقين. وبعد البحث وجدت الدراسة أن الجيل الذي يشمل الفئات العمرية من سن 13 إلى 22 سنة أظهر مهارات أكبر من الأجيال السابقة عليه في تقدير قيمة المال والتوفير، فقد نجح كل عضو من أعضاء الجيل الجديد طبقا للدراسة التي شملتهم في ادخار مبلغ معقول خلال فترة محددة عن طريق توفير القليل من مصروفهم الشخصي بشكل ثابت، كما أن البعض منهم كان يخطط بالفعل لمساعدة أهله في دفع مصروفات تعليمه الجامعي من مدخراته الخاصة، للتخفيف عنهم في المستقبل. وبعد تحليل النتيجة التي تم التوصل إليها وجد الباحثون أن السبب وراء نمو الوعي بدرجة كبيرة لدى الأجيال الجديدة حول أهمية التوفير والادخار يعود إلى مرور الاقتصاد في مختلف دول العالم بأزمات كبيرة في العشر سنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي جعل المراهقين والشباب يعرفون قيمة المال، ويحرصون على الادخار لمساعدة أسرهم في الفترات التي يمرون بها بعدم استقرار مادي يهدد تلبية الطلبات الأساسية للأسرة أو من أجل تحسين مستقبلهم الشخصي من خلال الالتحاق بدراسة أفضل، والتي بطبيعة الحال تحتاج إلى المزيد من المال قد لا يملكه الوالدان. أي أن الأجيال الجديدة أدركت أن ادخار المال هو وسيلتهم للإحساس بالأمان الاقتصادي وعدم مواجهة مشاكل مالية في المستقبل كتلك التي يعاني منها الأهل الآن، وهذا ما جعل 75% من المشاركين في التجربة من الفئة " Z " يقررون أن ادخار المال له أولوية مطلقة في حياتهم، بينما تجاوز 11% منهم هذه المرحلة من التفكير إلى الأبعد منها، وهو وضع الخطط التي يحتاج تنفيذها إلى المال كالالتحاق بالدراسة في جامعة معينة، ووضع هذا الهدف نصب أعينهم لتوفير ما يكفي من المال من أجله. إلا أن المشكلة تبقى في النسبة الباقية من فئة الشباب، وهي حوالي 13%، لم تدرك بعد أهمية التوفير، وتعيش حالة من اللاوعي بقيمة المال والادخار، لذا تجدهم دائما ينفقون كل ما يحصلون عليه أولا بأول، ويتجاوز الأمر إلى درجة الاعتماد على الاقتراض البنكي من خلال الحصول على المشتريات المختلفة عن طريق البطاقات الائتمانية، بما يتجاوز الرصيد المسموح لهم به، مما يدخلهم في دائرة الفوائد البنكية على المبالغ التي يدينون بها، والتي يضطر الوالدان لسدادها في النهاية، مما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهلهم نتيجة عدم إحساس الأبناء من المراهقين وشباب الجامعة بالمسئولية.