لا أبجدية تعلو أبجدية شاعرنا الأعذب سمو الأمير بدر بن عبد المحسن وكل مفردة أكتبها واصفاً أسطورة الشعر المعاصر تتقزم وتمحو حروفها قبل أن تحررها الأوراق، فشاعر زاوية ذاكرة الدهشة لهذا العدد سبق وأن احتل كل مساحات الذاكرة الجميلة ليس من خلالها قصيدة واحدة بل من خلال مسيرته الإبداعية الدائمة والمتجددة،... فمن خلال كلماته نشعر دائماً أن هناك ثمة إنسان يملك شعور للفرح تارة وللبكاء تارة أخرى .. ثمة طفل ينظر للمستقبل البعيد .. ثمة أنثى تنتظر مسافر وعد أن يعود... وثمة شاب علَّق الأحلام في عنق المساء ... ثمة وطن .. ثمة لحن ثمة حكي لا تملّه الأسماع ..، بشيء من المسرّة ننثر كلاماً عذاباً لسمو الأمير بدر عبد المحسن من خلال قصيدة (جدران) .. المنزل ثلاث جدران .. ورابع.. ما بينهم ضايع .. متشقق وعاري.. ويميزه شباك .. ضيق.. مصبوغ .. بالأحمر الناري.. ومحاصرٍ باسلاك .. علقت بها وردة.. أوراقها المنزل .. والبرعم الأفلاك.. وعلى الجدار الثاني.. وأمثال .. وأغاني مكتوبة بكسرة فحم.. وصندوق خشب.. مزخرف بغير الذهب .. غير الجواهر.. تحت الكتابه نافر.. فوقه ظلالٍ عريق.. مثل العنيد.. من الجروح.. مثل السيوف اللي مقابضها حديد.. أسرار من ماتوا بعيد.. وما خلفوا حتى الورق.. أما الثالث من الجدران.. معلق عليه صورة .. لإنسان.. من دفتر نفوس .. مكبره.. مدري جفونه مبخره.. ولال تجاعيد خيوط.. دخان وفي الركن كرسي خيزران.. يجلس عليها الوقت.. وجريدة ٍ عنوانها باهت.. تغفى على الإسمنت.. وفوقها كوب فارغ.. وفتات خبز.. وأصابع ٍ للجوع صفرا مكسره.. ويبقى الجدار الأول.. وهوأعرض الجدران.. وأكثرها وقار.. وهوالوحيد اللي انبنا ف نور النهار.. بوابته على الطريق الرملي.. صَفت أحجار درجها.. بصبر.. وش كنها.. ؟؟ سنونٍ صفر.. في فمٍ مذهول.. وظلما تشدك للدخول.. تشدك.. وكل ما مسكت اكرة الباب النحاس بيدك.. تلطخت بدم ٍ طري.. الجرح نزفٍ يحتري.. أما الطعون.. وين الطعون.. راحت.. البيت ثلاث جدران.. ورابع.. مالهم طابع.. يجمعهم.. يشبهون أهلهم.. وما صادفوا غير الحياة..