ما إن يهل هلال شهر رمضان المبارك حتى يزداد الإقبال والتزاحم على الأسواق في منطقة الباحة رغبة من الأهالي في اقتناء مختلف مستلزماتهم الغذائية المتنوعة , إلا أن أبرز ما يميز تلك الأسواق هو ما يعرف باسم " البسطات الرمضانية " التي أضحت أحد أبرز مظاهر الشهر الفضيل بالمنطقة.وتشكل هذه البسطات مزيجاً من الأكلات والخضروات والعصائر التي تلاقي إقبالاً من الأهالي منقطع النظير , كونها تقدم منتجاتها بأسعار منافسة وبجودة عالية تفوق مثيلاتها من ما تقدمه المطاعم ومحلات الخضروات .وعندما يكون الحديث عن البسطات فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أولئك الباعة المتجولين الذين يختلفون بحسب منتجاتهم التي يبيعونها , فمنهم الأسر المنتجة التي تنافس الكثير من المطاعم في إعداد الأكلات الرمضانية , ومنهم الباعة المتجولين الذين يحرصون على بيع العصائر التي تجلب من المناطق المجاورة مثل " السوبيا " وغيرها , فضلاً عن المزارعين الذين يفضلون بيع منتجاتهم في الطرقات وبجوار مزارعهم لتحقيق دخلاً أفضل من الذي يجنونه من البيع للمحلات في الأسواق .ويشير في هذا الصدد المواطن أحمد الوكيل إلى الفارق الكبير في أسعار بيع الخضروات بين البسطات ومحلات الخضروات , حيث يصل الارتفاع إلى الضعف خاصة في أول أيام الشهر الفضيل , مؤكداً أن نوعية وجودة بعض الخضروات التي تباع في البسطات تفوق المعروض في الأسواق .وحول الربحية التي يجنيها القائمين على البسطات أكد الشاب سلطان محمد وهو أحد الباعة المتجولين أن هناك إقبالٌ كبير على الأكلات التي تعدها أسرته طيلة أيام شهر رمضان المبارك , وأن غالبية الزبائن يحرصون على حجز طلباتهم من الخبز واللحوح وبعض المعجنات بشكل يومي , واصفاً ما يحققه من ربح يومي ب " الستر والعافية " .بينما يفيد خالد الغامدي أنه يتوجه يوم بعد يوم لمكة المكرمة لإحضار مشروب " السوبيا " الذي يعد من أجود أنواع المشروبات بحسب وصفه , مؤكداً أنه يبيع يومياً ما لا يقل عن 50 كيساً من السوبيا التي تباع بعشرة ريال , متمنياً أن تكون أيام السنة كلها مثل موسم رمضان في حجم البيع والإقبال . إلى ذلك يصف المزارع خضر حمدان البيع المباشر لمنتجات مزرعته بالأكثر ربحية ؛ كون البيع لمحلات الخضار يبخس الكثير من قيمة الخضروات , عاداً البسطات المتجولة في شهر رمضان منفذاً لتصريف بضاعته بأسعار تناسبه وتناسب المستهلك .وبصفة عامة فإن البسطات الرمضانية توصف بالبساطة والتنقل المستمر , فهي تختلف بحسب البائع فإما تكون على طاولة توضع على أحد الأرصفة وإما تكون على سيارته أو تكون في بعض المواقع داخل أسواق الخضروات وبجوار الأسواق التجارية , بينما تمتاز تلك البسطات بتنوع مبيعاتها فهي تعرض الخضروات بمختلف أنواعها وتبيع المعجنات والحلويات المنزلية والخبز البلدي والحلبة واللحوح بنوعيه الذرة والدخن , إلى جانب العديد من الأكلات التي تزخر بها موائد المنطقة . وبالنظر للميز الكبيرة التي تحققها البسطات للبائع والمستهلك , فإنها تظل بدائية تحمل الكثير من الجوانب الإيجابية والسلبية التي لا يحددها إلا ملاكها ومرتاديها .