أولا: التأصيل الإسلامي للحوار أ دعوة الإسلام إلى الحوار: بحث المؤتمر مشروعية الحوار ودعوة الاسلام اليه، ومسوغاته والنصوص الشرعية الوفيرة االتي تدعو إليه وتقعد له، وترسم آدابه، وتبين نماذج منه، وتوصل الى ما يلي: الاختلاف بين الأمم والشعوب وتمايزهم في معتقداتهم وثقافاتهم واقع بإرادة الله ووفق حكمته البالغة، مما يقتضي تعارفهم وتعاونهم على ما يحقق مصالحهم، ويحل مشاكلهم في ضوء القيم المشتركة، ويؤدي الى تعايشهم بالحسنى وتنافسهم في عمارة الأرض وعمل الخيرات: (ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا) (المائدة: من الآية 48). الحوار منهج قرآني أصيل وسنة نبوية درج عليها الأنبياء في التواصل مع أقوامهم، وتقدم السيرة النبوية العطرة منهاجا واضح المعالم لا تخطئه عين المتأمل في حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع نصارى نجران ومراسلاته عليه الصلاة والسلام لملوك الأمم وعظمائها، فكان الحوار من أهم سبل بلوغ هداية الاسلام الى العالمين. النظر الى مجتمع المدينةالمنورة الذي أقامه النبي صلى الله عليه وسلم على انه الأنموذج االأمثل في التعايش الايجابي بين أتباع الرسالات الإلهية، حيث تسمو وثيقة المدينةالمنورة بسبقها لتكون مفخرة تحتذى في التعايش الحضاري، فقد حددت أطر التعاون على تحقيق المصالح المشتركة، والتعاضد على ارساء قيم العدل والبر والاحسان وغيرها من القيم الانسانية النبيلة. ب أهداف الحوار: الحوار من أهم النوافذ التي يطل المسلمون من خلالها على العالم، وعن طريقه يمكن تحقيق جملة من الأهداف من أهمها: أولا: التعريف بالاسلام وشرائعه ومبادئه الإنسانية، وما يملكه من رصيد حضاري كبير يمكنه من الاسهام الفاعل في ترشيد مسيرة الحضارة الانسانية. ثانيا: الرد على الافتراءات المثارة عن الاسلام وتصحيح الصورة المغلوطة عنه، وعن دوله ومؤسساته في الأوساط الدينية والعلمية والإعلامية. ثالثا: الاسهام في مواجهة التحديات وحل المشكلات التي تواجه البشرية بسبب بعدها عن الدين وتنكرها لقيمه وأحكامه، مما أوقعها في براثن الرذيلة والظلم والإرهاب وهتك حقوق الإنسان وافساد البيئة التي أنعم الله عز وجل بها البشرية. رابعا: مساندة القضايا العادلة المتعلقة بحقوق الانسان المشروعة والدفاع عنها، وتكوين رأي عام عالمي يناصرها ويهتم بها ويتعاون على تحقيق مطالبها المشروعة. خامسا: كشف دعاوى المروجين لصراع الحضارات ونهاية التاريخ، ورفض مزاعمهم بعداء الإسلام للحضارة المعاصرة، بهدف إثارة الخوف من ا لاسلام والمسلمين، وفرض السيطرة على شعوب العالم، وبسط ثقافة واحدة عليه. سادسا: التعرف على غير المسلمين وثقافاتهم، وارساء المبادئ المشتركة معهم، مما يحقق التعايش السلمي والأمن الاجتماعي للمجتمع الإنساني، والتعاون في بث القيم الاخلاقية الفاضلة، ومناصرة الحق والخير والسلام، ومكافحة الهيمنة، والاستغلال، والظلم، والفساد الخلقي، والتحلل الأسري، وغيرها من الشرور التي تهدد المجتمعات. سابعا: حل الاشكالات والخصومات التي قد تقع بين المسلمين وغيرهم ممن يتشاركون معهم في الأوطان والمجتمعات بدرجتي الاكثرية أو الاقليمية، وتوفير المناخ الصالح للتعايش الاجتماعي والوطني، بلا مجافاة او خصومات أو تباعد. ثامنا: تحقيق التفاهم مع الحضارات والثقافات الانسانية، وتأكيد انخراط المسلمين ضمن التعددية الحضارية لبني الانسان، وتوظيف هذا التفاهم لتحقيق السلام العالمي وحمايته. تاسعا: دعم التواصل بين اتباع المذاهب الاسلامية سعيا الى وحدة الأمة، وتخفيفا من آثار العصبية والخصومة. ثانيا: منهج الحوار وضوابطه ووسائله أ منهج الحوار وضوابطه: تدارس المؤتمر منهج الحوار وضوابطه من خلال الآيات القرآنية التي تتضمن دروسا حوارية بين الانبياء وأقوامهم، وترسم ملامح الحوار المشروع، وتوضح ضوابطه، ومحظوراته، كما تدارس التطبيق العملي لهذا المنهج في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والعلماء المتمسكين بهديه: (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) (يوسف 108). وفي هذا الصدد أكد المؤتمر على ما يلي: 1 الالتزام بضوابط الاسلام وآدابه في الحوار، بأن يكون موضوعيا، وبالحكمة والحجة والبرهان، والجدل بالتي هي احسن، دون اسفاف أو تطاول على معتقدات الآخرين، مما لا يرتضيه الاسلام، ولا تقتضيه موضوعية الحوار: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) (العنكبوت: 46). 2 الحوار الهادف والتعايش السلمي والتعاون بين اتباع الرسالات وغيرهم لا يعني التنازل عن المسلمات ولا التفريط في الثوابت الدينية، ولا التلفيق بين الأديان، وانما يعني التعاون على ما فيه خير الاسنان وحفظ كرامته وحماية حقوقه، ورفع الظلم ورد العدوان عنه وحل مشكلاته وتوفير العيش الكريم له، وهي مبادئ مشتركة جاءت بها الرسالات الإلهية، وأقرته الدساتير الوضعية وإعلانات حقوق الإنسان فالحوار يجري وفق القاعدة القرآنية (لكم دينكم ولي دين) (الكافرون: 6). ب وسائل الحوار وآلياته: أوصى المؤتمرون رابطة العالم السالامي بالاهتمام بآليات الحوار ومؤسساته ووسائله وبرامجه، ودعوا الرابطة الى ما يلي: 1 تكوين هيئة عالمية للحوار، تضم الجهات الرئيسية المعنية بالحوار في الأمة الاسلامية، وذلك لوضع استراتيجية موحدة للحوار ومتابعة شؤونه وتنشيطه والتنسيق والتعاون في ذلك مع الجهات المعنية به. وقرر المؤتمر تكوين فريق متخصص تختاره الرابطة ممن شارك فيه لدراسة الخطوات اللازمة لتكوين الهيئة العالمية للحوار ووضع تصور لها يعرض على اجتماع لاحق للجهات المعنية بالحوار في الأمة الاسلامية، وكذلك متابعة ما صدر عن هذا المؤتمر. 2 انشاء (مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للتواصل بين الحضارات)، بهدف اشاعة ثقافة الحوار، وتدريب وتنمية مهاراته وفق أسس علمية دقيقة. 3 انشاء (جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري) ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التي تسهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه. 4 عقد مؤتمرات وندوات ومجموعات بحث للحوار بين اتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات والفلسفات المعتبرة، يدعى اليها اكاديميون واعلاميون وقيادات دينية تمثل مختلف الثقافات العالمية. وإذ يشكر المؤتمر الهيئات الاسلامية المختلفة على ما قدمته للحوار، فإنه يدعوها الى المزيد من التعاون والتنسيق، في تطوير الحوار واستثماره في تحقيق مصالح الامة الاسلامية، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية: ممارسة الحوار ضمن ضوابطه وأهدافه الشرعية، وفيما يحقق المصالح العليا للأمة الاسلامية، ودراسة كافة مسائله وتأصيلها والاعداد الجيد لها وفق الأطر الشرعية، والتحلي بآداب الاسلام في الحوار، والنأي عن التجريح والاسفاف، والوقوف فيه موقف الند مع الاعتزاز بالخصوصيات الثقافية للأمة المسلمة، وتمثيلها في اللقاءات الحوارية بما يليق بمكانتها الحضارية. توحيد الموقف الاسلامي من الحوار من خلال الهيئة العالمية المختصة بذلك في رابطة العالم الاسلامي، واعتبار هذه الهيئة الملتقى التنسيقي الجامع لمؤسسات الحوار ولجانه، والالتزام بالرؤى الاستراتيجية التي تنبثق عنها. تركيز الحوار من المشترك الانساني المصالح المتبادلة والعمل على تحقيق التعايش السلمي والعدل والأمن الاجتماعي بين شعوب العالم وحضاراته االمختلفة والتصدي للتحديات المعاصرة. اشاعة ثقافة الحوار في المجتمعات الاسلامية والاهتمام بنشر كتبه وترجمتها، والتحذير من دعوات صراع الحضارات وانعكاساتها الخطيرة على السلم العالمي، والتعاون في ذلك مع وزارات الثقافة والإعلام والتربية في الدول الاسلامية. - الإفادة من تجارب الحوار والسعي الى تطويره واستثمار برامجه، بمزيد من التعاون مع حكومات الدول الاسلامية ومؤسساتها في برامجها الحوارية سعيا للنهوض بالمشروع الحواري للأمة المسلمة واستثماره في تحقيق اهدافها. - تدريب مجموعة من العلماء المتخصصين من ذوي الخبرة العالمية في الحوار في مختلف مجالاته وموضوعاته على المشاركة في المحافل الدولية للحوار والمشاركة الايجابية في اللقاءات الحوارية. ثالثا: مع من نتحاور؟ تدارس المؤتمر تجربة الحوار بين المسلمين وغيرهم خلال العقود الخمسة الماضية واستشرف افاق مستقبل الحوار مع مختلف اتباع الرسالات والملل والثقافات ورأى ما يلي: - فتح قنوات الاتصال والحوار مع اتباع الرسالات الالهية والفلسفات الوضعية والمناهج الفكرية المعتبرة تحقيقا لعموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" سبأ 28 . مما يساعد على تحقيق المصالح الانسانية المشتركة. - الانفتاح في الحوار على كافة الاتجاهات المؤثرة في الحياة المعاصرة سياسية وبحثية وأكاديمية واعلامية وغيرها. وعدم الاقتصار على القيادات الدينية. - شمول الحوار الجهات ذات المواقف المسيئة للإسلام لبيان حقائق الاسلام وتوضيح المفاهيم الخاطئة التي قد تكون سببا في اساءتهم. وان المؤتمر ليؤكد حاجة العالم الى المزيد من الحوار من اجل التفاهم والتوافق على صيغ تحول دون وقوع الصدام بين الحضارات. ويوصي المؤتمر رابطة العالم الاسلامي والمنظمات الاسلامية الرسمية والشعبية بما يلي: - انتاج مواد اعلامية بمختلف اللغات ونشرها تفند نظريات الصراع بين الحضارات وتبين خطرها على المستقبل الانساني وعقد مؤتمر دولي حول "اخطار نظريات الصدام بين الحضارات على الأمن والسلم في العالم واشراك القيادات المؤثرة الدينية والثقافية والسياسية والاكاديمية. - مطالبة دول العالم والمؤسسات الدولية وفي مقدمتها هيئة الاممالمتحدة بالقيام بواجباتها في مواجهة ثقافة الكراهية بين الشعوب ومواجهة الدعوات العنصرية الفاسدة التي تحض معتنقيها على كراهية غيرهم والاستعلاء عليهم مما يقوض الامن والسلم العالميين ويتناف] مع الرسالات الإلهية والمواثيق الدولية. والنظر الى هذه الدعوات على انها جريمة تهدد التعايش السلمي بين الشعوب. - دعوة المسلمين في الدول التي يوجد فيها معهم مواطنون غير مسلمين بأكثرية او اقلية متبادلة حسب الاحوال الى اقامة حوارات لمعالجة ما قد يقع بينهم من خلافات: لضمانحسن المعايشة بالسلام الاجتماعي واعتبار الحوار الذي يحقق الوفاق الاجتماعي منم اهم انواع الحوارات. - دعوة المسلمين في دول غير اسلامية الى الحوار المستمر مع اهالي تلك البلاد وتأكيد تحليهم بصفات المواطنة الصادقة مع عدم التفريط في واجباتهم الدينية. - التعاون مع حكومات الدول الاسلامية والمنظمات الاسلامية في مطالبة هيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الانسان العالمية الرسمية منها والشعبية بإدانة حملات الاساءة الموجهة الى الاسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم. واصدار القرارات التي تدين الاساءة الى الأنبياء ورسالاتهم وتحول دون استغلال الحريات الثقافية والاعلامية بطريقة تقض التعايش والأمن الدوليين. رابعا: أسس الحوار وموضوعاته: أ - أسس الحوار: درس المؤتمر الأسس التي يقوم عليها الحوار الجاد حول المبادي الإنسانية المشتركة، وأكد على اهمية المبادئ الاسلامية العامة للتعايش والحوار والتي تعتبر بحق مبادئ انسانية تسعد بها البشرية وهي: 1 - الإيمان بوحدة أصل البشر وأنهم متساوون في الانسانية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" النساء 1. وأنهم مكرمون على غيرهم من المخلوقات، كما قال الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" الاسراء 70 . 2 - رفض العنصرية والعصبية والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة فأكرم الناس عند الله اتقاهم، وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس ألا أن ربكم واحد، وأن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على اسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى". 3 - سلامة الفطرة التي فطر الله تعالى الانسان عليها، فالله تبارك وتعالى خلق خلقه محبا لخير مبغضا للشر يركن الى العدل وينفر من الظلم وأن بعد البشرية واعراضها عن هدي الله عز وجل وهدي رسله صلوات الله وسلامه عليهم هو السبب الرئيس لما يرزح الجنس البشري تحته من الشقاء الذي يهدد مستقبله ولا منقذ من ويلاته إلا أن يصغ السمع للنداء الإلهي " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " طه 123- 124. ومما يشجع على حوار المسلمين مع اتباع الرسلات الالهية السشابقة ان الاسلام يعترف بها وان المسلمين يؤمنون بأن أساس الرسالات الالهية التي انزلها الله على انبيائه واحد، وهو الدعوة الى عبادته وحده وان المسلمين لا يفرقون بين احد من رسله: "والذين آمنوا بالله وسرسله ولم يفرقة بين احد منهم اؤلئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيماً". (النساء 152). ومما يشجعهم كذلك عالمية رسالة الإسلام وإنسانية شريسعته بنا تفيض به من معاني البر والعدل والرحمة للجنس البشري بركته "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء: 701). ب موضوعات الحوار: استعرض المؤتمر موضوعات الحوار ودعا مؤسسصات الحوار الاسلامية والعالمية لاعطاء الأولوية في الحوار للموضوعات الآتية: 1 حماية القيم والأخلاق من دعوات التحلل الخلقي بدعوى الحرية الفردية. 2 ظواهر الإرهاب والعنف والغلو والتفكير ودراسة اسبابها ووسائل القضاء عليها والتعاون عالمياً على مواجهتها عبر مختلف الوسائل ودحض شبهة الصاقها بالاسلام والمسلمين. 3 مظاهر الظلم والقهر والبغي واستغلال مقدرات الأمم الفقيرة تحت ستار دعاوى تحرير الشعوب وحراسة حقوق الانسان. 4 مظاهر العدوان على البيئة بكل مكوناتها ومواجهة كل عدوان واقع او متوقع عليها لتلافي المخاطر والكوارث التي تعم الجنس بكافة شعوبه: "ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها" (الأعراف: من الآية 56). 5 مشكلات الأسرة ومالحق بنظمها المستقرة في الزواج المشروع والتكاثر من انهيار والتعاون الدولي على حمايتها وتوفير مقوماتها الاساسية ومساعدتها مادياً ومعنوياً على إعداد جيل صالح يعمر الأرض وفق الهداية الالهية. 6 الاعلام في الحياة المعارضة واتجاه بعض وسائله الى إفساد القيم الاخلاقية واثارة الفتن وتأجيج الصراع والتلرويج للانحراف والجريمة والادمان والتعاون دولياً على توجيهه لأداء واجبه الفعال في اشاعة القيم والأخلاق الفاضلة. 7 حقوق الانسان وما لحقها من انتهاكات والتعاون عالمياً على حمايثتها ووضع آليات تكفل العيش الكريم للانسان. 8 التحديات المختلفة التي يواجهها الانسان على الصعد الثقافية والاجتماعية والاخلاقية والتربوية. نداء المؤتمر الى شعوب العالم وحكوماته ومنظماته ومن خلال تدارس المؤتمر للتحديات التي تواجهها الانسانية وجه نداء الي شعوب العالم وحكوماته ومنظماته على اختلاف اديانهم وثقافاتهم. ودعاهم الى: - التفاهم بيننا وبينهم بأن نؤمن بالله خالقنا ونعبده وحده ونتلمس هديه الذي أنزله على أنبيائه ورسله. - أن نواجه متحدين مظاهر الظلم والطغيان والاستعلاء ونتعاضد في إنهاء الحروب والصراعات والمشكلات الدولية ونعمل سوياً على اشاعة ثقافة التسامح والحوار ودعم مؤسساته وتطوير آفاقه واعتماده وسيلة للتفاهم والتعاون وتوطيد ركائز السلم العالمي والكف عن هدر موارد الانسانية ومواهبها في انتاج اسلحة الدمار الشامل التي تتهدد مستقبل الارض بالفناء. - التعاون على اشاعة القيم الفاضلة وبناء منظومة عالمية للاخلاق تتصدى لهجمة الانحلال الاخلاقي وتواجه العلاقات غير الشرعية خارج اطار الزواج وتعالج الاخطار المحدقة بالأسرة بما يصون حق الجميع في العيش ضمن اسرة سعيدة. - السعي معاً في عمارة الأرض وفق مشيئة الخالق الذي أناط بأبينا آدم وذريته عماىتها واصلاحها ووقف الاعتداء على حق الاجيال القادمة في العيش في بيئة نقية من التلوث بأنواعه المختلفة والحد من أخطاره بالسعي المشترك للتخفيف من آثاره وترشيد التقدم الصناعي والتقني. - التعاون في اصلاح الواقع الكوني الذي عم معظمه الفساد والشقاء وجعله واقعاً تشمله رحمة الله التي هي جوهر ما أرسل به نبينا محممد عليه وعلى انبياء الله الصلاة والسلام "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". (الأنبياء: 107). وفي ختام المؤتمر أعرب المشاركون عن عظيم تقديرهم للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في موضوع الحوار، ورعايته لهذا المؤتمر الكبير متطلعين الى دعمه لقراراته وتوصياته. وتوجهوا إليه حفظه الله مؤملين دعوته الكريمة شخصيات متميزة ومتخصصة في الحوار من المسلمين ومن اتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الوضعية المعتبرة، لعرض الرؤية الاسلامية للحوار، والتي صدرعت عن هذا المؤتمى والاتفاق على صيغة عملية لحوار عالمي مثمر. يسهم في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية اليوم وذلك في أقرب فرصة ممكنة. ومن ثم بذل مساعيه العالمية عبر الاممالمتحدة ودول العالم ومنظماته وفق ما يراه مناسباً. وأكد العلماء المشاركون في المؤتمر على وقوفهم الى جانبه حفظه الله في جهوده لخدمة الاسلام والمسلمين والبشرية اجمع فيما يحقق التعاون والاستقرار والسلام بين المجموعات البشرية اجمع فيما يحقق التعاون والاستقرار والسلام بين المجموعات البشرية كلها على اختلاف معتقداتها وثقافاتها. وأعربوا عن عظيم الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على عنايتها بالحوار ورعايتها لمناشطه ومؤتمراته. كما قدر المشاركون في المؤتمر الجهود التي بذلتها رابطة العالم الاسلامي والهيئات التابعة لها في التعريف بالاسلام والدفاع عنه وعن حامل رسالته محمد صلوات الله وسلامه عليه. وأكدوا على اهمية استمرار مشاركاتها الايجابية في الندوات واللقاءات التي كان لها أثر ايجابي واضح في اشاعة ثقافة الحوار وتصحيح الكثير من الافكار المغلوطة عن الاسلام والمسلمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والله ولي التوفيق. صدر في مكةالمكرمة الجمعة 2 - 6 - 1429ه الموافق 6 6 2008 ه.