تعتبر المساجد من أكثر الأماكن قدسية التي تحتل مكانة مرتفعة في قلوب المسلمين نظرا لكونها المكان الذي تقام فيه أعظم الشعائر الدينية. ورغم هذه العظمة التي تحظى بها جميع المساجد في شتى بقاع الأرض إلا أنه يوجد بعض المساجد التي تحتل مكانة خاصة نظرا لقدسية المكان الذي أقيمت فيه، حيث جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونظرا لما تتمتع به المساجد من قدسية وتعظيم، افتتح مؤخرا في مدينة إسطنبول التركية معرض "مساجد تشد إليها الرحال" تحت رعاية الرئيس التركي عبد الله جول. وأعرب الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي عن سعادته بالمعرض الذي يصور أماكن شديدة القدسية لدى الأمة الإسلامية، كما شارك الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء مؤسسة «ليان» للثقافة في افتتاح المعرض، خاصة أن اثنين من المساجد التي يشد إليها الرحال تقع في المملكة وهما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، بالإضافة إلى المسجد الأقصى قبلة الأمم السالفة وملتقى الأنبياء. وقد شارك في المعرض 26 فنانا من 17 دولة، فيما عرضت 31 لوحة على جدران قاعة «دولمة باغجة» التاريخية. كما افتتح مؤخرا المستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشئون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم معرض صور مساجد الإمارات، ويضم 44 لوحة لمساجد في جميع إمارات الدولة. ومن بين صور المعرض أربع لوحات قصصية كل لوحة تحتوي على 11 صورة تعبر عن قصة المسجد، الأولى لجامع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الكبير ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب بدبي ومسجد البدية بالفجيرة ومسجد مصبح راشد الفتان بدبي. وتعكس اللوحات أعمالاً إبداعية وفنية وتتضمن الزوايا الجمالية في المساجد، مثل مسجد سلطان بن زايد بالعين، ومسجد فاطمة بنت علي النعيمي بعجمان، وغيرهما من المساجد بمختلف أنحاء الدولة. ويستمر المعرض إلى 21 من شهر رمضان الموافق 9 أغسطس الجاري. كما يتيح المعرض الدائم لعمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف الذي يقع في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي فرصة نادرة للمواطنين والمقيمين وزوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ليتأمل الزائر تاريخ بناء المسجد النبوي والمراحل التي مر بها عبر التاريخ من بناء المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى عهد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ويروي المعرض الذي تشرف عليه وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف، حكاية توسعات وعمارة المسجد من خلال صور فوتوغرافية ومجسمات وأشرطة وثائقية باللغتين العربية والإنجليزية، بما يمكّن الزائر للمدينة المنورة من مشاهدة ومتابعة تطور الإنجازات العملاقة في المسجد النبوي منذ البداية ووصولاً إلى وقتنا الحاضر. ويحتوي المعرض على نسخ لبعض المخطوطات وصور رسائل الدعوة الأولى، وتتضمن نص ما بعثه الرسول عليه السلام للملوك في عهد النبوة، وكذلك أهم إصدارات الكتب عن المدينةالمنورة، بالإضافة إلى عرض مرئي يحكي معلومات مهمة عن البناء المعماري للمسجد النبوي.