يحلو للبعض انتقاد الآخرين غير مكترثين بما يخرج من أفواههم من كلام قد يجرح ويهين من أمامهم. وغالباً ما نكون غير مستعدين لتلقي صفعات الانتقادات اللاذعة ونجد أنفسنا ضحية لهذا الكلام، وإذا ما حاولنا الدفاع عن النفس عند التعرض للإهانة فقد تتسع حلقة الهجوم والهجوم المضاد، لذلك وجب التعرف على طرق رد تلك الصفعات مع الاحتفاظ بالاحترام الذاتي والمعنويات العالية. في البداية يجب معرفة خلفيات الإهانة فقد يخفي المنتقد عادة ألما يسعى إلى التخلص منه عبر توجيه الانتقادات الجارحة، وفي هذه الحالة يجب الأخذ بكل الأسباب الممكنة في الاعتبار وتذكري أن كل الانتقادات ليست موجهة إلى شخصك، بعد ذلك ينبغي تحليل ملاحظة المنتقد، وإحدى الطرق الناجحة في الرد على الانتقادات الهدامة تتمثل في تحدي المنتقد عبر مصارحته بالرد المباشر وسؤاله عن السبب الذي قد يدفعه إلى جرح مشاعرك. إذا قام أحد بذكر مساوئك أمام الآخرين بشكل غير مباشر قومي بتأييده وانتقدي تلك المساوئ وكأنك لا تعلمين أنكِ المقصود من ذلك، مما سيثير دهشته. حاولي أن تجيبي على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى، فإذا أصر على الموضوع قومي بتلطيف الأجواء عن طريق إظهار تعجبك وأنك كنت تعتقدين أن يكون ذلك مزاحاً وأجيبي بإجابات طريفة وسرد بعض النكات، لأن ذلك سيعمل على إغاظته فتكون النتيجة أن يظهر بصورة غير لائقة وهو في ثورة غضب غير مبررة، وتكونين أنت سيدة الموقف وحينها سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على لا شيء وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الجميع فيبدأ بالاتجاه نحو التهدئة بتلقائية، ثم الوقوع في دائرة الإحراج من الحاضرين أو منك أنت، الأمر الذي سيجعله في المستقبل يفكر كثيراً قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ويدرك أنه ما كان عليه القيام بذلك وقد يترك معاداتك وكراهيتك أيضا. لا تكترثي للانتقاد واقبلي على كل ما يقال، فالملاحظة تستمد القوة من موقِفِكِ أنتِ، واعملي على تجاهل الإهانة فالقدرة على الغفران تساعدك على تخطي الانتقادات لا تكترثي، تثاءبي، أو امسحي شيئاً عن ثيابك وغيري الموضوع. كما أن قوتك تستمدينها من كتم الغيظ وليس من الرد بالمثل، فالذي يهاجم غيره دائماً ما يترك ثغرات كثيرة دون أن يدرك أنها منطلقة للهجوم المضاد من الطرف الآخر ويكون الهجوم حينها مؤثراً لذلك يجب على أي فرد الابتعاد عن تلك التفاهات وصغائر الأمور.