تُولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماما خاصاً بثقافة الطفل. وتسعى إدارة المكتبات في الدوائر الثقافية في الدولة إلى تدعيم الأعمال الأدبية التي تنمي ثقافة وإبداعات الطفل، ومنها على سبيل المثال ما تسعى إليه إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة من توفير أحدث الإصدارات والمراجع والدوريات، إذ بلغ عدد الكتب المتوافرة للطفل فقط حوالي 2819 كتابا. كما تقوم الدولة برعاية العديد من المسابقات الثقافية التي تهتم بأدب الطفل العربي وثقافته. ومن أهم هذه المسابقات "جائزة اتصالات لكتاب الطفل" التي يشرف عليها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين والتي تحدد نهاية أغسطس المقبل آخر موعد لقبول طلبات الترشيح للمشاركة في الدورة الرابعة منها، وتعتبر جوائز المسابقة من أكبر الجوائز المخصصة لأدب الطفل العربي في العالم. وتلقى المسابقة اهتماما كبيرا من قِبل دور نشر محلية وعربية وإقليمية متخصصة بإصدار كتب الأطفال باللغة العربية. وتضطلع لجنة التحكيم التي تضم نخبة من خبراء أدب وثقافة الطفل داخل وخارج الدولة بمراجعة الأعمال المتقدمة ومطابقتها مع شروط ومعايير الجائزة تمهيداً للإعلان عن القائمة الأولية للكتب المنافسة على الجائزة، حيث يتوقع أن تكون المنافسة لهذا العام أكثر قوة نظراً للسمعة اللافتة التي كسبتها الجائزة على امتداد الدورات الثلاث الماضية التي شهدت خلالها نموا وتطورا كبيراً وأخذت أبعادا تنسجم مع مستوى التنظيم والأهداف التي تسعى إلى نشرها لخلق أدب وثقافة أطفال معاصرة ذات أبعاد أصيلة. وتهدف الجائزة إلى تحفيز دور النشر والمؤلفين على الإبداع في هذا المجال لخلق أدب طفل عربي متميز وخلاق خصوصاً في ظل وجود الكثير من المواهب الأدبية والفنية القادرة على الإبداع والمنافسة والخروج بكتب ذات معايير ومواصفات تضاهي الثقافة العالمية. وتعد جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي انطلقت دورتها الأولى عام 2009 بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسس ورئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبدعم من شركة اتصالات الإماراتية، الجائزة الأكبر لكتب الأطفال على مستوى الوطن العربي والعالم، حيث تبلغ قيمتها مليون درهم توزع مناصفة بين دار النشر الفائزة من جهة والمؤلف والرسام من جهة أخرى وفقاً لقرار لجنة التحكيم. وتتضمن شروط الجائزة أن يكون العمل متصلا بالأدب الموجّه للأطفال دون الرابعة عشرة، وأن يكون باللغة العربية، وأن لا يكون قد مضى على نشره أكثر من ثلاث سنوات، ويجوز لكل دار نشر ترشيح ثلاثة كتب بحد أقصى على أن لا يكون العمل المشارك مقتبسا أو مترجما. كما أعلنت اللجنة العليا لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وذلك في فروع التنمية وبناء الدولة (أدب الطفل والناشئة، والمؤلف الشاب، والترجمة، والكتاب، والفنون والدراسات النقدية، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، والنشر والتقنيات الثقافية، وشخصية العام الثقافية) عن فتح باب الترشيح للجائزة حتى 30 سبتمبر القادم. ويحق للجان المتخصصة حجب الجائزة في أحد فروعها أو سحبها بعد منحها إذا ما ارتأت ذلك أو اتخاذ ما تراه مناسبا، ولا يحق لأي مرشح الاعتراض على قرارات الهيئة العلمية للجائزة. وذلك في إطار الاهتمام بتدعيم الثقافة والأدب والنهوض بهما ليس على الصعيد المحلي فقط، وإنما على الصعيد العربي لتشجيع المبدعين العرب في مختلف المجالات الثقافية والأدبية.