اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية الاثنين ان قائد الجيش الكوري الشمالي ري يونغ-هو "اعفي من مهامه بداعي المرض"، في قرار لم يكن منتظرا ويشكل اشارة الى عزم القائد الجديد على تولي القيادة العسكرية بحسب المحللين. ويعتبر ري يونغ-هو (69 عاما) أحد القيادات الاساسيين الذين دعموا الزعيم الشاب خلال مرحلة انتقال السلطة اليه اثر وفاة والده كيم جونغ-ايل في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وهو ايضا شخصية اساسية في النظام وعين في العام 2009 قائدا للجيش الذي يبلغ عديده 1,2 مليون جندي في بلده عدد سكانه 24 مليون نسمة. وغالبا ما شوهد ري يونغ-هو في الاشهر الاخيرة بصحبة الزعيم الشاب يتفقدان قواعد عسكرية. كما كان حاضرا في مطلع تموز/يوليو خلال مراسم تكريم كيم ايل سونغ مؤسس الامة في ذكرى رحيله في العام 1994. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية التي يلتقط بثها في سيول انه خلال اجتماع عقده المكتب السياسي للحزب الحاكم تقرر "اعفاء ري يونغ-هو من جميع مهامه... بداعي المرض". والمناصب التي اعفي منها ري يونغ-هو هي "عضو رئاسة المكتب السياسي، عضو المكتب السياسي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية". وحزب العمال الكوري هو الحزب الوحيد في كوريا الشمالية التي تحكمها سلالة كيم منذ العام 1948 بيد من حديد. واشارت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية والمكلفة العلاقات بين البلدين الى الجانب "غير الاعتيادي" للاعلان. وصرح متحدث باسم الوزارة لصحافيين "ان يتم الاعلان بهذه السرعة امر غير معتاد ابدا. نحن نتابع الوضع باهتمام كبير". وكان ري يونغ-هو أحد القياديين السبعة الكبار في الحزب والجيش الذين ساروا مع كيم جونغ-اون الى جانب السيارة التي وضع على متنها نعش والده كيم جونغ ايل خلال جنازته الرسمية العام الفائت. وصرح محلل لوكالة فرانس برس ان "جونغ-اون سيضمن من الان فصاعدا ان يسيطر الحزب على الجيش الذي ازداد عديده بشكل كبير بفضل الجهود التي بداها والده في اواخر 2010"، اي قبل عام على وفاته. واضاف المحلل ان "ري شخصية من جيل الاب. ومن دون شك ان جونغ اون سيستبدله بمسؤول شاب واقرب الى الحزب، اي شخص يمكنه السيطرة عليه بسهولة". ومنذ تولي جونغ-اون الحكم، والخبراء والمحللون الذين يتابعون كوريا الشمالية احدى اكثر الدول عزلة في العالم، يحالون تفسير نوايا الزعيم الشاب: هل يريد السير في خط جده ووالده او يريد الانتقال نحو الانفتاح؟ والسؤال يرتدي اهمية كبيرة بالنسبة الى سيول وواشنطن وبكين والمنطقة بشكل عام، لان كوريا الشمالية تملك اسلحة نووية وكيميائية والاف الصواريخ وجيشا كبيرا. والاشارات الصادرة عن كيم جونغ-اون لا تزال متناقضة. فبيونغ يانغ تعتمد منذ كانون الثاني/يناير لهجة اكثر تشددا وانتقادا ازاء سيول وتهددها باستمرار بشن "حرب مقدسة" ضدها. وبعد التوصل الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة للحصول على مساعدة غذائية، اطلقت بيونغ يانغ صاروخا اعتبرته الاسرة الدولية تجربة لصاروخ بالستي. الا ان بيونغ يانغ اقرت على الفور وللمرة الاولى بفشل المحاولة ولم تقم بعد بتجربة نووية ستكون الثالثة لها والتي يتوقعها غالبية الخبراء.