يعد الطلاق واحداً من الأحداث التي تطرأ على حياة المرأة ويكون سبباً في إصابتها بالعديد من الأمراض النفسية التي يصعب التخلص منها، ولكن يجب النهوض من هذه المرحلة في أسرع وقت، ويجب أن تكون المرأة أكثر صلابة وقوة. فمن المهم جداً التعبير عن حزنك بحرية وبدون تحفظ، حيث إن العديد من الناس الذين ينتابهم الخوف من التعبير عن مشاعرهم يصيبهم الحزن والاكتئاب، فمن المفيد لصحتك أن تتركي العنان لمشاعر الحزن التي تمرين بها حتى تتخلصي منها تدريجياً لأن تلك المشاعر لن تدوم إلى الأبد، ولن تدمرك إذا عبرتي عنها. ولا تكوني وحيدة فيجب عليك تحديد أوقات لنفسك للخروج مع أشخاص قريبين منك، لتتمكني من الحديث إليهم دون أن تشعري بغضب وحزن، ولديهم استعداد لسماعك بحب وإصغاء وفهم ما تمرين به من مشاعر، فيجب أن تختاري الشخص المناسب الذي يمكنه سماعك ومشاركتك أحزانك وتقديم النصح والعون لك بطريقة ودودة يملؤها الحب والحرص على مصلحتك. دائماً نبهي نفسك أن هذا الحزن والأخطاء التي ارتكبتيها في حياتك لن تتكرر مرة أخرى، ويجب ألا تشعري نفسك بالذنب وتقنعي نفسك أن هذه التجربة سوف تدمر حياتك وأنك إنسانة فاشلة لا يمكن لها أن تقيم علاقة ناجحة، بل يجب أن تقنعي نفسك أن هذا خطأ لن يتكرر وأنك سوف تحلمين بما تتمنين وتحاولين تحقيقه مرة أخرى وسوف تحققين النجاح في المرة القادمة. اجعلي لديكِ ثقة بالنفس لأن تكوني صريحة مع نفسك بمواجهة الأسباب الحقيقية التي تم اختيار زوجك السابق بناء عليها، وسيكون لديك القدرة على تحديد الأخطاء التي وقعت بها ومحاولة تجنبها في المرات القادمة. ويجب عليك أيضاً أن تحددي الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى نقطة الطلاق حتى يمكنك أن تعالجيها وتخلقي لنفسك حياة أخرى خالية من تلك المشكلات والنواقص، وأن تكوني حيادية وصادقة مع ذاتك حتى لا تنحازي لطرف على حساب الطرف الآخر، ويكون الحل الذي تصلين إليه حلا فعليا ومنطقيا. تأتي بعد ذلك خطوة المسامحة، فيجب أن تسامحي زوجك السابق على الأخطاء التي ارتكبها في حقك، وأن تسامحي نفسك على سوء اختيارك، فقد حان الوقت للمسامحة وبدء صفحة بيضاء من حياتك تخلو من الضغائن والحقد، وعليك إقناع نفسك بأنك وزوجك السابق قد فعلتم ما بوسعكم لتجنب الطلاق ومحاولة الإصلاح. ومن أكثر الأشياء المؤلمة أن تكوني على قرب من زوجك السابق بعد الطلاق لأن هذا سوف يذكرك دائما بمعاناتك ولن يترك لك الفرصة لنسيان ما حدث بينكما، فيجب أن تتركي مساحة بينك وبينه، ففي البداية يجب أن تبتعدي عنه لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر وسيساعدك ذلك على الشفاء من آلامك والتخلص منها. يمكن أن تنتمي إلى مجموعة دينية أو روحية لمساعدتك في تخطى المشكلة، ولكن احرصي على اختيار تلك المجموعة بدقة حتى يكون لديهم الوعي التام بمشكلتك وكيفية تقديم المساندة لك بطريقة فعالة تتناسب مع الحالة التي تمرين بها. لا تقولي لن أتزوج مرة أخرى حيث إنه لابد من أن يكون لديك العزيمة للتعرف على مداخل شخصيتك وتأثيرها على علاقاتك، ويمكنك أن ترتبطي بشخص آخر دون أن تقعي في نفس الأخطاء السابقة، وعليك أن تتعرفي على السمات التي تميز العلاقات التي تقومين بها. لا تضيعي صحتك بسبب الانفصال فأهم شيء الاعتناء بالصحة لمنع الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالحزن والاكتئاب، فابعدي عن إرهاق نفسك في العمل، وحافظي على نظام غذائي صحي، والقيام بالتمارين الرياضية للحفاظ على اللياقة البدنية، كما يجب الحصول على الراحة التي يحتاج إليها الجسم لاستعادة نشاطه.