وبحجم القلب كما تقول هي .. تسكب لنا من خيوط المساء حكايةً تجلب الأشواق وشيئاً من الحنين لقصص مفتوحة على مصراعيها نحو مدينة خيالها التي تشعل أصابع البخور للعابرين من أول محطة ( رحيل ) ...وصولاً ل ( أخر ) .... هكذا نتبع أثرها في مدينة ألف ليلة وليلة أملا ً بالإمساك بشيء من الضوء ....ومزيداً من المطر مع القاصّه شيمة الشمري..... رحيل في كل مرة يختلفان في كل مرة يسخر منها في كل مرة يخونها في كل مرة .. في كل مرة .. في كل مرة ... يطلب منها السماح وفتح صفحة جديدة في كتاب حياتهما .. بعد سنين اختفت .. بحث عنها طويلا ... يبدو أن الصفحات انتهت !!! .................. فضفضة السيدة الأنيقة .. الهادئة .. تخرج كعادتها كل خميس مع أطفالها إلى مدينة الملاهي .. تتفرج عليهم وهم يلعبون ، ويصرخون ، ويستمتعون .. هذه الليلة و على غير عادتها جلست في اللعبة المزعجة التي يعشقها أطفالها , حيث الدوران والحركات المفاجأة .. الارتفاع السريع والهبوط الأسرع .. هذه الليلة وعلى غير عادتها الهادئة ما إن بدأت اللعبة حتى بدأت الصراخ .. حيث لا أحد يسمعها ! استمرت بالصراخ والبكاء .. وبعد أن انتهت اللعبة ...كفكفت دموعها ثم نزلت واستعادت هدوءهاالمعتاد. ................. وفاء تمنت الليل لتحضنه طويلا , حل الليل ولم يحضر ! منذ سنوات وحتى الآن لم تطلع شمسها ..! ........ احتفال ليلة الأربعاء كانت احتفالية بي .. تساقط البرد ورقصات الأشجار وغناء الريح .. كل هذا كان لأجلي ... كل هذا كان احتفالا بنهاية امرأة .. ! ......... اعتراف قالت المرأة التي اعتنقت الذهول فيما بعد : كنت يوما ما عاشقة ..! ....... عزم عندما زجوا بي في القفص مع رفقاء التحليق .. لم أشغل نفسي إلا برسم جناحين بلون الحرية .. وبوابة باتجاه السماء ..! ....... محاولة ! كل ليلة .. تجلس الفتاة أمام التلفاز .. وحيدة في منتصف الأرق .. تتابع فيلما يحكي قصة هجرة الطيور ..! الفتاة اليافعة تنظر إلى الشباك .. هي تحلم بالطيران ... الفتاة تلك كانت يافعة في الثامنة عشر ربيعا من عمرها عندما قفزت ذات مساء من الدور الخامس !! ....... رؤى وحدها تلك الطفلة الصغيرة كانت تعرف ... كانت تكره السفر بالطائرة .. وعندما تجبر على ذلك .. ترفض النظر من الشباك .. وحدها تلك الصغيرة كانت تراهم .. وحدها كانت ترى سكان الغيم ..! ..... آخر منعوه من الحب .. لم يستمع ! أخذوه إلى غرفة ضيقة ومنعزلة .. ضربوه .. عذبوه .. سجنوه هناك حتى يتعقل ! تركوه أياما .. شهورا .. ثم تجمعوا لزيارته .. فتحوا الباب وجدوه قد تخلص من نضارته .. الحقد والكره يثوران من عينيه .. تبادلوا النظرات وابتسموا ابتسامة النصر مرحبين بعودته ..! القاصّه ....شيمة الشمري