تصوير – محمد الأهدل : خرج منتخبنا الوطني من منافسات البطولة العربية التاسعة بهزيمة غير متوقعة من نظيره المنتخب الليبي بهدفين نظيفين عبر مراسم اللقاء الذي جمع المنتخبين على ملعب الملك فهد بالحوية.. وقدم منتخب الصقور المستوى المطمئن ومجاراة نظيره على الصعيدين الأدائي والميداني على مدار الشوطين، فيما أحرز هدف السبق الليبي وليد السباعي عند الدقيقة الرابعة والسبعين فيما أضاف الهدف الثاني من ركلة جزائية سجلها النجم أحمد سعد. الشوط الأول .. سجل منتخبنا السعودي خلال الربع الساعة الأول تحفظا واضحا وتراجعا في معطياته الميدانية الأمر الذي مكن المنتخب الليبي من فرض سيطرته الواضحة والانتشار والتحرك الواسع في كامل الاتجاهات ورغم هذا التفوق الفني اللافت لم يتمكن الطاقم الليبي من خلق الهجمات الخطيرة والمؤثرة بفعل العشوائية في الوصول لمرمى شراحيلي تارة وأخرى بفعل الاغلاق الواثق للمناطق الدفاعية الخضراء بقيادة الوجه الجديد عقيل بالغيث.. وفي الربع الساعة الأخير من زمن هذه الحصة استطاع منتخبنا الوطني تنشيط مواقعه الأمامية وتسريع كراته بشكل لافت وفعال بقيادة الجبهة اليسرى والتي أجاد في زرع خطورتها عبدالمجيد الرويلي ومنصور الحربي واسفرت عن إهدار كرة الرويلي عند الدقيقة الثالثة والثلاثين وتواصلا مع هذا الحضور السعودي المتأخر أضاع السهلاوي عند الدقيقة السابعة والثلاثين فرصته الذهبية السانحة والتي تعامل معها بلغة المدافعين لتنتهي كرته بين أقدام اللاعبين الليبيين فيما ألغى حكم اللقاء هدف السهلاوي بفعل تواجده الصريح متسللا خلف المدافعين في الدقيقة الخامسة والثلاثين.. ومع هذا التجلي لطاقم الصقور في آخر محطات هذه الحصة والتي كادت أن تصنع الفارق النتائجي المؤمل والمستحق يعلن حكم اللقاء عن نهاية أحداث الشوط الأول بتعادل المنتخبين بدون أهداف. الشوط الثاني .. واصل منتخبنا الوطني تجليات الحصة الأولى بتكثيف مناطقه الهجومية وتكريس ضغطه الأمامي عن طريق العمق والأجنحة بقيادة المحياني عيسى ومساندة الرويلي والزيلعي والغنام ولكنها سقطت بين قبضة الخطوط الخلفية الليبية وهي تتعامل مع هذا الطموح الأخضر بالإحكامات الرقابية وتخليص الكرات الهوائية أولا بأول مستثمرين البنية البدنية وطول القامات في التصدي لمثل هذه الكرات العالية.. ومع هذا السياج الدفاعي للمنتخب الليبي عمد الرويلي والزيلعي والمحياني إلى التسديد المباشر من مختلف المسافات والاتجاهات حركت الراكد وفتحت الرغبة الخضراء في كسر التعادل السلبي الطويل وهز شباك محمد نشنوش الذي ساهم هو الآخر برسم التألق والحضور الذهني وممارسة التوجيهات ورفع المعنويات لكامل خطوط منتخب بلاده. وفي عز الانتظار السعودي لتحقيق هدف يضيف ويعزز مستوياته المتطورة في هذا الشوط يحرز المنتخب الليبي هدفه الأول من كرة ثابتة عبر الجبهة اليسرى نفذها عبدالعزيز بالريش تصل بكل هدوء لوليد السباعي والذي عالجها في غفلة من المدافعين على يمين خالد شراحيلي عند الدقيقة الرابعة والسبعين. .. وفي أعقاب هذا التراجع النتائجي للصقور الخضر سحب السيد ريكارد المحياني ورمى بربيع سفياني بديلا يعزز مواقعه الأمامية وكذلك فعل بخروج خالد الزيلعي ودخول سعود حمود واللحاق بآخر الخمس الدقائق الأخيرة من زمن المباراة والوصول لورقة التعديل الصعبة والذي تعامل معها المنتخب الليبي بالتشتيت والتأخير والتعطيل والاستفادة من عامل الوقت الذي يمضي لمصلحته.. ورغم ذلك إلا أن المحاولات الهجومية الخضراء تصر في محاولاتها وتواصل تقدمها الهجومي الضاغط والذي اصطدمت بتكثيف العمق الدفاعي بقيادة علي رمضان ووليد السباعي.. وفي الوقت بدل الضائع يبدد حكم اللقاء فرصة التعديل السعودي باحتساب ضربة جزائية تصدى لها احمد سعد ويضعها بكل هدوء على يمين خالد شراحيلي والتي أعلنت انتهاء اللقاء وذهاب المنتخب الليبي للختام العربي بفوزه بهدفين نظيفين وخروج المنتخب السعودي من الدور نصف النهائي.