حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زيادة الضغط على روسيا يوم الخميس الماضي قبيل اجتماع حاسم بشأن الأزمة السورية قائلة انه يجب على كل البلدان المعنية أن تساند خطة الوسيط الدولي كوفي عنان الموسعة من أجل انتقال سياسي في سوريا. وصلت كلينتون إلى سان بطرسبرج لحضور اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت يختلف فيه البلدان اختلافا شديدا بشأن سوريا وتزداد الخلافات بينهما في كل شيء من الدفاع المضاد للصواريخ إلى حقوق الإنسان.ومن المقرر ان تحضر كلينتون ولافروف اجتماعا للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا في جنيف اليوم السبت لكنهما عبرا عن وجهات نظر مختلفة اختلافا حادا عما يتوقعان أن يسفر عنه الاجتماع. وقال لافروف الذي كانت حكومته النصير الرئيسي للرئيس السوري بشار الاسد في حملته لسحق انتفاضة متزايدة ان الاجتماع يجب أن يحدد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا وألا يحدد مسبقا مضمون هذا الحوار. غير أن كلينتون التي وافقت على حضور الاجتماع شريطة أن يحدد إطارا لتنحي الأسد اختلفت معه اختلافا حادا. وقالت لصحفيين في لاتفيا قبل سفرها إلى سان بطرسبرج "من الواضح بجلاء من الدعوات التي وجهها المبعوث الخاص كوفي عنان أن المدعوين سيأتون على أساس خطة الانتقال السياسي التي قدمها." وقال دبلوماسيون في الأممالمتحدة ان عنان سيسعى لكسب التأييد في جنيف لاقتراح لا ينص صراحة على تنحي الأسد لكنه يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تستبعد الشخصيات التي يمكن أن تعرض الاستقرار للخطر. وتقول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ان الأسد يجب ألا يكون له دور في أي ترتيبات سياسية في المستقبل. وقالت كلينتون ان الانتقال السياسي يجب "أن تقوده سوريا" لكنه يتعين أيضا أن يلبي معايير معينة. واضافت قولها "نحن نؤمن يقينا بأنه يجب أن يحدث انتقال سياسي يفي بالمعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ونظام حكم قابل للمساءلة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص لكل الشعب السوري." وأضافت قولها "هذا الإطار (الذي اقترحه عنان) يوضح كيفية الوصول إلى ذلك." وقد دعا عنان إلى عقد الاجتماع كوسيلة لجمع الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن ومنهم روسيا والصين مع دول الجوار البارزة مثل تركيا لمناقشة إيحاد طريق إلى تسوية الأزمة في سوريا. ولم يدع عنان ايران الحليف الرئيسي لسوريا في المنطقة لحضور الاجتماع. وتقول موسكو انه يجب ان تلعب ايران دورا في حل الأزمة لكن الولاياتالمتحدة ترفض الفكرة. وعلى الرغم من المواقف المتباعدة فإن المسؤولين الأمريكيين مازال يحدوهم الأمل ان يساهم تصاعد اراقة الدماء والخطر الحقيقي لنشوب حرب أهلية في اقناع روسيا بالتخلي عن مساندتها للأسد وهو شرط رئيسي لمقاتلي المعارضة الذين يقاتلون جنود الأسد في المدن والقرى.