•• بعد ان هدأت النفس بإيمانها بربها وبعد ان غسلت ادرانها بدموعها وبعد ان استقر كل شيء. دعني اخاطبك يا عزيزي وأنا أعرف مدى ايمانك بما حصل وهو ايمان مفتول بقناعة المؤمن بأن الذي اعطى هو الذي أخذ وان هذه الدنيا الفانية ما هي إلا مخاض قاسٍ لحياة أخرى اكثر راحة واطمئناناً اذا ما صبر الانسان المؤمن. صحيح ان ما اخذ هو قطعة من فؤادك تراه قامة شامخة أمامك تريد ان تعيش لتراه عريساً وأباً. لكن قل لي بربك هل تملك أو يملك أي واحد على هذه البسيطة مصيره هو قبل مصير اخر؟. دعني اقول لك ذلك القول الذي نردده دائما دون ان نتوقف عنده مفكرين او متدبرين. "كلنا لها" نعم كلنا لهذه النهاية والغريب يا عزيزي ان الوصول الى هذه النهاية لا يأتي "بالسرا" بل هي تختار ما يقع عليه القدر سواء كان طفلا او شابا او عجوزاً انه هو المقدِّر ونحن المقدَّر علينا. عزيزي الدكتور محمد سالم سرور الصبان.. لا أريد ان افتح جراحك بعد ان بدأت تندمل وبعد أن أخذت تجف الدموع من هول صدمة "المصيبة" وهل هناك أعظم من "مصيبة" الموت لكن ما رأيته في عينيك من ايمان قوي وصبر وتصابر هو ما جعلني اقول لك ان "معتزاً" هو عزيز هناك كما كان "معتزاً" بك هنا بإذن الله. عزيزي أطويا أنت وأمه المكلومة احزانكما فكلنا – لها. واسلم لأخيك علي محمد الحسون