.. يبدو أن الصفقات الموسمية للنجوم الكروية أضحت سوقا مفتوحا يتلاعب به ويساوم عليه الكثير من المعنيين في إدارات الأندية والرامية في الدرجة الأولى إلى تخدير الشارع الرياضي بتسويق مثل هذه الصفقات المزعومة والتي تنتهي في معظمها بالتنظير والاستهلاك الإعلامي المعتاد .. .. ولعل هذه الفترة الميتة والخالية من المسابقات والأنشطة الرياضية تشجع على إشغال الرأي العام بمثل هذه الهرطقات والتي ساهمت في ارباك النجوم وإغراقهم في منحدرات الوهم .. بل وجنت على البعض منهم حتى أوقعتهم في دوائر الضياع وعدم الاستقرار وتكفينا الشواهد في بعض اللاعبين وهم يصدقون هذا الوهم الكبير الذي أطاح بآمالهم وقذف بهم خارج دوائر الاهتمام وأولهم عبد الله شهيل الذي كان من أهم النجوم في الدفاعات المحلية وصدق وهم الصفقات وغاب عن مواصلة المشوار ومعه الخثران وعبده عطيف ومحمد الشهراني وأحمد أبو عبيد الذين لازموا دكة الاحتياط في أنديتهم الجديدة ولم تضف لهم هذه التنقلات غير التراجع والخروج المبكر من منظومة الأضواء والنجومية .. وفي ذات السياق ضخت بعض الأندية الأرقام الفلكية لاستقطاب العديد من الأسماء ولكنها توارت ولم تضف ما هو مؤمل لأنديتها الجديدة وأولهم محمد السهلاوي والمحياني وعبد الرحمن القحطاني وربما الحارثي ومالك معاذ الذين سجلوا إخفاقا واضحا خلال تجربتهم مع أنديتهم الجديدة .. .. واليوم تأتينا وابل هذه الصفقات العشوائية برغبة الأجهزة الإدارية وبعيدا عن الرأي الفني طرفا معتادا لهذه السوق المضروبة من الصفقات الذي تتنافس عليها الأندية بطريقة بدائية تتضح مخرجاتها مع بداية كل موسم رياضي ويدخل معها أطراف من السماسرة والتسويق الإعلامي الذي يساهم هو الآخر في رفع المعدل الرقمي يتجاوز الممكن والمعقول .. وعلينا خلال هذه الفترة المفتوحة أن نتأمل كيف تتداخل الأرقام والأسماء وكيف تتضارب المزايدات على أنصاف النجوم وأرباعهم والضحية في النهاية – إن صدقت بعضها - خزائن الأندية والتي تضخ أموالها بلا حسيب أو رقيب ومع بداية الموسم تبدأ رحلة تداعيات رؤساء الأندية تعلن عن إفلاسها المادي المبكر .. .. وتبقى هذه الظاهرة الموسمية من أهم الأسباب الحقيقية في إفلاس الأندية فنيا وماديا لأنها تخلو من التخطيط والاحترافية في جلب اللاعبين المؤثرين والمتميزين .. والامر يحتاج في النهاية إلى تداخل المدربين في اختيار الصفقات وتحديد الأسماء وتحمل المسؤوليات ويجب أن تسبق تلك الخطوات نهاية الموسم الرياضي بشهور .. حتى لا ببقى عقد الصفقات العشوائية محصوراً على الفكر الإداري الصرف ومدعوماً باستعطاف الجماهير والإصرار على الظهور الوهمي لكسب المزيد من الأصوات, وبدون تخطيط أو دراسات فإننا سنبقى نعمل خارج السرب الاحترافي والاستراتيجيات الجماعية ونبقى فقط نعمل لأنفسنا ولمصالح فردية نشهد مخرجاتها المتدنية والهابطة في كل موسم رياضي بكل أسف ..!!!