دعونا نأخذ نادي القادسية مثالاً، على رغم أن هناك أندية أخرى ينطبق عليها المثال، كم لاعباً انتقل من القادسية وذهب إلى ناد آخر؟ أولهم ياسر القحطاني ثم سعود كريري ومحمد السهلاوي وعبده صبياني والخيبري اخوان والسالم والطريدي والغوينم وعبده حكمي والحقوي، وشيخ اللاعبين القدساويين زيد المولد، أقدم لاعب قدساوي ما زال يلعب في الملاعب (الله يعطيه العافية)، وقد تكون هناك أسماء خرجت من القادسية لا تحضرني أسماؤهم، وفقط أعنى بمن ما زال يزاول كرة القدم منهم، على رغم أن تاريخ هذا النادي مع النجوم لا يمكن حصره في مقال. والمشكلة أن هؤلاء اللاعبين خرجوا من القادسية وهم نجوم، ومن خلال الإغراءات المادية التي وصلتهم وجعلتهم يغادرون النادي، ويفضّلون الدفاع عن ألوان فرق أخرى لها مكانتها وشهرتها وبطولاتها، كما أن القادسية النادي استفاد من أغلبهم بصفقات مالية كبيرة جداً تجاوزت أكثر من 50 مليون ريال في لاعبين فقط هما ياسر والسهلاوي (اللهم لا حسد)، والقادسية في الوقت الراهن فريق ليست لديه «كريزما» لا في الشكل، ولا في الروح، ولا حتى في المضمون، وكأنه من الفرق المكملة للعدد، مع احترامي لكل القدساويين، ولحظة التفريط في النجوم سواء كانت اختيارية أو إجبارية بفعل الأنظمة واللوائح الخاصة بالاحتراف هي التي أضعفت الفريق، وأصبح غير قادر على المنافسة، ودعونا مرة أخرى نتخيل أن فريق القادسية ما زال يضم هؤلاء الكوكبة من النجوم، فمن يستطيع إيقافه؟ ثم إن المبالغ التي كسبها نادي القادسية من جراء بيع عقود هؤلاء اللاعبين كيف هو مردودها على النادي؟ فالمفترض أن يتطور فريق كرة القدم إلى الأفضل، وأن يكون موقعه أفضل مما هو عليه الآن. هناك حلقة في الموضوع ضائعة تحتاج إلى درس من المتخصصين في هذا المجال، وصحيح أن هذا يحدث في كل الأندية على مستوى العالم، لكن الغالبية منهم تكون لديهم خطط واضحة ومعروفة سلفاً إلا لدينا، فيمكن لناد ما مثل القادسية أن يضعف حضوره الفني في سبيل أن يكسب المادة، بدليل أنه يتم حالياً التسويق الظاهر للشاب الواعد خالد الغامدي، أقصد من ذلك أن موضوع انتقال لاعب من ناد إلى آخر هو عمل حضاري يتوافق مع المتغيرات التي نعيشها الآن، لكن مسألة إخلاء طرف لاعب يجب أن تتم وفق رؤى فنية دقيقة ومخططات مسبقة، وهذا غير متوافر لدينا. ودعونا نأخذ مثالاً آخر عن سوء منهجية التخطيط، فالأهلي الذي يعاني هذا الموسم من تردي نتائجه على غير العادة، اتفق الجميع أنه بسبب ضعف خط دفاعه، وجرّب الأهلاويون أكثر من مدافع أجنبي لقناعتهم بهذا الخلل، بينما في الوقت نفسه يسرّح الأهلي لاعبين في خط الدفاع على مستوى عال، نايف القاضي في الشباب ومحمد عيد وعبدالغني في النصر وصفوان المولد في الحزم، وقد يكون هناك غيرهم أيضاً، والأهلاويون مع ذلك يتفرجون على تألق هؤلاء النجوم وربما يتحسرون، ثم إن إدراك الأهلاويين بهذا الخطأ كلفهم الكثير من المال باستقطاب لاعبين سعوديين في خط الدفاع. مثل هذه الأمور قد تزرع الكثير من سوء التخطيط ومعها تتفاقم المشكلة، وهي مشكلة قد تصل إلى قيمة المنافسات السعودية، وهناك أمثلة أخرى على أن الاحتراف لدينا لم يصل إلى الدرجة التي تمكّن مسيري الأندية من تلمس أبسط حاجات أنديتهم، وهي وجود نمطية عمل ترتقي بالنادي سنة بعد أخرى، هناك مشكلة إدارية بحتة تعاني منها الأندية... ولعل الرسالة واضحة! [email protected]