في جنيف تعقد منذ خمسة أيام مفاوضات سرمدية ليس الهدف منها حل القضية السورية والتي ارتبطت منذ أشهر بجنيفالمدينة السويسرية ومؤتمرها الثاني بل هي مفاوضات تهدف للوصول إلى ما يسمى بالصفقة التي يخرج كل من المجتمع الغربي والحكومة الإيرانية منها فائزين ! تبدو الأمور هذه المرة أكثر جدية من الطرفين وهو ما يوضح لحاق وزيري الخارجية الأميركي والروسي بركب المفاوضين , لكن ماذا عن الخليج ؟ نعم دول 5+1 تفاوض طهران من أجل تحجيم برنامجها النووي عارضة على الطاولة ثمناً لهذا الطلب يتمثل بتخفيف العقوبات الاقتصادية التي أنهكت الدولة الإيرانية وخلفت اقتصاداً هشا مهددا بالسقوط في كل مرة ، بالإضافة لظهور نبرة شعبية عالية بين الشباب والفتيات بسبب ارتفاع معدل البطالة والذي يخلق بدوره أثارا أمنية واجتماعية تهدد الداخل الإيراني ، لكن الحديث عن مشاكل إيران الداخلية وما يسببه من صداع مزمن للساسة هناك ليس بمعزل عن ما يشعر به الجار الخليجي المهدد دائماً من انزعاج وترقب لما سوف تصل إليه مفاوضات جنيف ، أكثر ما يخشاه الخليج العربي هو أن تكون نبرة صوت المجتمع الغربي داخل القاعة التي تجمعه بالإيرانيين امتداد للنبرة المتذبذبة تجاه الثورة السورية رغم اختلاف القضيتين وتلاقي أصحابها في شتم الدول الغربية في كل صباح باسم الدفاع عن شعوب المنطقة من الصهيونية ، لا أحد يستطيع أن يلوم المواطن الخليجي في خشيته من حدوث اتفاق يأتي على حساب أمن منطقته وهو من سوف يكون أول المتضررين من آثار برنامج طهران النووي لا سمح الله ، يتحدث البعض عن إمكانية تخلي طهران عن حليفها بشار الأسد في سبيل الحصول على امتيازات تدعم موقفها أثناء المفاوضات لكن ذلك لن يحدث من وجهة نظري ، لن تتخلى طهران عن الأسد حليفها العربي و الإستراتيجي في المنطقة حتى يدخل ثوار الجيش الحر القصر الجمهوري معلنين سقوط نظامه ، ربما ينجح طرفي المفاوضات في جنيف بالوصول إلى إتفاق يعيد رسم وترتيب تحالفات الغرب في المنطقة وحتماً سيدفع الخليج العربي ثمن من ذلك .