كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى إلى تجريد بلدان العالمين العربي والإسلامي من أسلحة الدمار الشامل التي من بينها الأسلحة النووية سواء المطالبة إلى الانضمام إلى اتفاقية ومعاهدة عدم حيازتها (امتلاكها) التي تعرف بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. إن الصمت العالمي على حيازة الكيان اليهودي (الإسرائيلي) لم يعد خافياً على أية دولة في المنطقة العربية أو في العالم ومدى تأثير الأسلحة النووية التي تؤدي إلى الفتك بالجنس البشري فتكاً لن يبقى منه إلا مجموعات منهارة ومحطمة، وسيصبح سادة اليوم هم المستضعفون غداً! وللتذكير عندما وقع الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) قراره الآثم بالقاء قنبلتين ذريتين على اليابان الأولى على مدينة هيروشيما في 6 أغسطس 1945م قدرت قوتها بما يزيد عن قوة الانفجار الناتجة عن عشرين ألف طن من مادة (ت.ن.ت) وكان أثرها شديداً، فقد قتلت كل الأشخاص الذين كانوا خارج المنازل حرقاً بينما قتل كل من كانوا بداخل المنازل بسبب الضغط والحرارة الملتهبة! ثم ألقيت القنبلة النووية الثانية على ميناء ناجازاكي في 9 أغسطس 1945م فقد اشارت التقارير أن هذه القنبلة محت من الوجود ما يقرب من ميلين مربعين بما يوازي أربعة كيلو مترات مربعة من أحياء المدينة، وليس من ميناء المدينة، امتد أثرها التدميري ليشمل جميع الأهداف الحربية في المدينة! هناك أكثر من ثلاثين دولة تمتلك السلاح النووي مع نهاية القرن ذكرت صحيفة (غارديان) البريطانية الأحد 15 سبتمبر 2013م الموافق 5 ذو القعدة 1434ه على أنها حصلت على تقرير يؤكد على أن ترسانة الدولة (العبرية) النووية تتكون من (80) ثمانين رأساً معظمها من إنتاج عام 2004م (1424ه) إذ جمدت بعده كامل إنتاجها! وأضافت الغادريان أن هذا التقرير الصادر عن جمعية العلماء النوويين يوضح أن اسرائيل بدأت بانتاج رؤوس حربية نووية عام 1967م (1387ه)! ثم طورت انتاجها تدريجياً وصارت تنتج بين رأسين وثلاث رؤوس سنوياً حتى بلغ مجموعها (80) رأساً في عام 2004م! ولم يذكر التقرير السبب الذي جعل إسرائيل توقف الانتاج لكنه أشار إلى أنها انتجت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج ما بين 115 و190 رأساً نووياً! وفي تقديرات سابقة ذكرت أن عدد الرؤوس النووية في حوزة إسرائيل يصل إلى نحو 400 رأس نووي! كما أوضحت تقارير أخرى أن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على توصيل القنابل النووية بواسطة وسائل مختلفة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات وصواريخ كروز التي تنطلق من الغواصات! وأوضح معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبرى): أن 50 رأساً من هذه الرؤوس ال(80) مخصصة للصواريخ البالستية المتوسطة المدى و(30) رأساً مخصصة للقنابل المنقولة بواسطة الطائرات القاذفة! وهناك احتمال أن الدولة العبرية (اليهودية) الاستعمارية انتجت أسلحة نووية غير استراتيجية بما فيها قنابل مدفعية وقذائف نووية تدميرية! هل حان الوقت لكي نسعى - نحن العرب - للعمل على إرغام الكيان الاستعماري اليهودي في فلسطين العربية المحتلة باستخدام كافة ما لدينا من وسائل وأساليب وطرق في الإصرار على انضمامها وتوقيعها على معاهدة (اتفاقية حظر انتشار وحيازة وامتلاك الأسلحة النووية) لحماية دول المنطقة العربية بأسرها من كيان لا يمكن الثقة فيه خاصة وأنه يعمل في صمت في صناعة أسلحة الدمار الشامل بكل جدية أمام مسمع ومرآى العالم بأسره دون رادع حقيقي من قبل الدول المجاورة لفلسطين العربية.