دعانا ديننا الإسلامي للتسامح وحثنا على الحب، حب الله وحب الرسول وحب الوطن وحب الأهل وحب النفس وحب الآخرين وحب الخير وحب الحياة وحب كل ما حولنا، والحب ينعش القلب ويطري المشاعر ويغذي العاطفة، الحب ينعكس على ملامحنا فنبدو أكثر جمالاً، ويؤثر الحب على سلوكياتنا فنكون أكثر طيبة وأكثر إحساسًا بمشاعر الآخرين، الحب يجعلنا نحب ما نفعله ونؤمن بقدراتنا ونتصالح مع أنفسنا ونبتعد عن كل ما يضر غيرنا. الحب نعمة من الله يملأ بها قلوبنا، ويجعلنا قادرين على تحمل الآخرين، الحب يجعلنا نفكر بإيجابية ونعالج المشاكل بحيادية ويلون الصور في أعيننا، فعاش سعيدًا من كان قلبه عامرًا بالحب. وللأسف أن الدنيا تقذف بطريقنا شخصيات بغيضة لا تعرف الحب ولا تمتلك مشاعر سامية وتجد أن ملامح القبح واضحة على وجوهها وتلاحظ الشرر يتطاير من عينها، فتهجرها الطيبة لسوء أخلاقها، وتفرّ منها الكلمات الراقية، ويحل محلها الخبث الذي يعمل على تصيّد الأخطاء والبحث فيما وراء النيات وإلصاق التهم بالآخرين والسعي لإيذائهم بالطرق غير المشروعة وغير المتعارف عليها اجتماعيًا، فتفوح رائحة الشر من كل مكان ويصبح للظلم مدينة يحكمها الكره والحقد فتتقاتل النفوس مع بعضها ويُشاع حكم الغاب وتُقتل الورود الحمراء ويُدنس شاطئ الأمان وتُصفّ شواهد القبور فتتحول لمدينة أشباح وكأن لعنة حلت عليها. البعض يهوى العيش في هذه المدن ، فنجده لا يتقبل الآخرين ويفترض سوء النية في الجميع ويكره أصحاب النجاح ويحاربهم ليس لأنهم آذوه وإنما لتمتعهم بالحب الذي يقودهم للنجاح، الحقد الذي يملأ القلوب لا يولد الحب، كما أن شجر الصبار لا يزهر بالبنفسج والياسمين، لذلك يجب زرع الحب في قلوب الصغار لتكبر بالحب ولتمتلئ بالطيبة ولتراعي الله في تعاملاتها مع الآخرين، وهذه مسؤولية أولياء الأمور الذين يربون جيلاً قد يرتقي بالمجتمع أو قد يرمي به في مستنقع الحقد والشرور.كما أن الله ميزنا بالعقل والحكمة وعلينا مراقبة تصرفاتنا وإلى أي مدى يمكننا التحكم في عواطفنا وتوجيهها التوجيه السليم الذي ينعكس عليها بالخير ويجعلها مشعة بالطيبة التي بدورها تجذب الآخرين للتعامل معها. -- لا تضيع وقتك في إحاكة المؤمرات والمكائد لتضر الاخرين فالله لا يضر عبدا إلا بإذنه. -- لا توهم نفسك بأنك ضحية ولو كنت كذلك لكان الله معك ولكان جعلك أكثر تسامحًا ورقة. -- أحمد الله عندما تواجه المشاكل وتُحرم مما تحب فهو يختبر صبرك وإيمانك بأنه وحده القادر على إنصافك دون البحث عن طرق للانتقام.