الحياء خلق محمود لأنه شعبة من شعب الإيمان، وأمر فطري غالباً ماتوصف به النساء عامة والبنات خاصة، فالحياء خاصية بشرية أنثوية، وهو السمة المميزة للفتاة، ولكن بعد دخول عصر التكنولوجيا والإنترنت، وبعدما أصبح العالم قرية صغيرة، تغيرت حياتنا وتطورت أفكارنا وتغيرت معها عاداتنا وتقاليدنا، وأصبح كثيرون يقلدون الغرب في نمط حياتهم اليومية وفي أفكارهم وطبائعهم وفي كل شيء، وأصبحت الفتاة العربية نسخة طبق الأصل من تلك الفتاة الغربية في دول عديدة ،وترى أن الخجل والحياء أصبحا (موضة قديمة) ولا مكان لهما في هذا العصر. ففي بعض المنتزهات والمراكز التجارية نرى أن نسبة من الفتيات أصبحن بدون حياء، وأصبحن أكثر جرأة من الشباب، فمنهن من ترفع صوتها وسط الشباب، ومنهن من تتكلم بصوت عال لافت للأنظار. فأين ذهبت فتاتنا الرقيقة العذبة البريئة، أين ذهبت تلك الفتاة الخجولة، هل التحضر والعصرية هما أن تنسلخ الفتاة عن تلك الصفة الجميلة؟، تلك الصفة التي خصها الله تعالى للإناث لترتدع عن ارتكاب المعاصي. ولكن على الرغم من تأثرنا بالغرب وبالأفكار الغربية، إلا أننا مازلنا نحتفظ بعقولنا ومازلنا نستطيع أن نفكر حتى نعرف وندرك ماهي مبادئنا وقيمنا التي لن نستغني عنها. فنحن بحاجة إلى عودة الفتاة التي تحمر وجنتيها من الخجل، بحاجة إلى الفتاة البريئة، جمالك أيتها الفتاة هو حياؤك، فالحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة.