الأدب الشعبي لا يختلف عن العنوان كثيراً.. فالشاعر والأديب الشعبي يغرق في وحل التسوّل لدرجة أنه قد يبيع كل شيء في سبيل أن يحظى ببقايا مائدة أو حفنة من الدراهم, الشاعر الشعبي لا يشبع ولا يكل ولا يمل من التسكّع على أرصفة الأثرياء وخلف أسوارهم, إلى متى وأدبنا وثقافة أمتنا تتصف بهذه السمة على مرّ العصور.. هل أتى الوقت لنرقى بالطرح بعيداً عن إزعاج الناس بهراء العقول الخاوية. أنا لا أعمّم كلامي على الجميع ولكن الغالبية العظمى ينتهجون هذا الناهج والباقي (يشاور عقله بالمصري). إخواني لو تعلمون أن بعض الاثرياء ابتلوا بكم ومُجبرون على تقبّلكم.. هل سيمنعكم الحياء الذي هو شعبة من الإيمان أن ترتدعوا أم أن ماء وجوهكم قد جفّ، كما جفت صحارينا الخالية حتى من السكان (وانتم لا حياة لمن تنادي). حتى شعر الغزل الذي كان لغرض وصف حال الأحبة أصبح كلاماً فارغاً.. وكل شاعر يحاول الحصول على ما يجوز وما لا يجوز بهذا الغرض النبيل من الشعر في غياب المراقبة عمن يخدش الحياء حتى في الامسيات الشعرية أو في القنوات الفضائية, مع احترامي للمطبوعات التي ما زالت تحتفظ بأصالتها وبأمانتها الأدبية التي لا تنشر القبيح ولا المبتذل من الشعر. الشاعر الشعبي لا يشبع ولا يكلّ ولا يملّ من التسكّع على أرصفة الأثرياء وخلف أسوارهم.. بعض الشعراء أصبح من حاشية أشعب في الرواية الشعبي، ولكن أين أشعب الذي يكذب الكذبة ويصدّقها. أعتقد أنه يمثل ارتباطاً كبيراً أشعب والواصل, فأشعب يجمع الطفيليين ويبهرهم بما يجهل ويجهلون، ويؤلف حوله البطولات الوهمية ويصدّقه كذلك الشعراء الطفيليون.. يجب أن ينتبهوا من أشعب الشعراء (المهايط). عزمني صديق عزيز لحضور مناسبة لست مدعواً إليها وهو من المنظمين (من باب الميانة) حضرت وليتني لم أحضر فقد مررت بنظري على الحضور وإذا بمتسوّلي الساحة حاضرين برمّتهم، وكان هذا الموقف بالنسبة لي انتهاكاً لمبادئ الإنسان الكريمة. أولاً: لحضوري بدون دعوة رسمية. ثانياً: لمشاهدة جميع الطفيليين الكبار في ذلك العشاء. ثالثاً: رؤية طفيليين تحت التدريب والإشفاق عليهم؛ لأن البعض منهم تمنّى مثلي أن تكون الأرض انشقت لتبلعه. أخيراً: ارحموا الأدب الشعبي.