أزمة رسوم المدارس الأهلية لم تهدأ ولم تنته بعد، والجديد فيها هو إعلان الوزارة عن تشكيل لجان فرعية في الإدارات التعليمية لمراجعة الرسوم، وإيقاف أي زيادة مالم يصدر قرار اللجنة الرئيسية، وأيضًا استقبال شكاوى أولياء الأمور ودراسة التظلمات. حقيقة لا ندري ماذا ستثمر هذه الإجراءات وبماذا ستعود على أولياء الأمور من رحمة، في الوقت الذي تتغول فيه حالة السعار المجنونة لأسعار كل شيء، وتراجع القيمة الشرائية للريال ومن ثم قيمة الدخل، وأصبح المستهلك الضعيف هو الوحيد الذي يرخص في نظر التجار، فالأسعار (تدبلت 100%) خلال سنوات قليلة، والطامة الكبرى أن الأسعار في معظمها أصبحت كعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وترك الناس حديث الرفاهية عن المطاعم وأسعار الخرفان والدجاج، إلى صدمة ولطمة أسعار الطماطم والبامية وحتى الخس العادي (أبو 12 ريال)! لنترك المعدة الواجب تحزيمها، ونعود إلى التغذية العقلية في قضية رسوم المدارس الأهلية، حيث لا تحرق نارها إلا أولياء الأمور بزيادات فاجعة، وعندما تسأل عن مقابلها، فلا تجد أنشطة ولا برامج ولا عبقرية جديدة في تعليم لغة أجنبية تستحق، إنما ارتبطت بظروف محددة وهي رفع الحد الأدنى الشامل لرواتب المعلمين والمعلمات السعوديين، والحقيقة أن أولياء الأمور هم من يدفع الفاتورة لحساب المدارس التي تتحصل أيضاً على ألفي ريال شهريًا من صندوق الموارد البشرية عن كل معلم ومعلمة، ومع ذلك تشكو بعض المدارس (الضعيفة) التي ضغطت الغرف التجارية لإنصافها، لكن من ينصف أولياء الأمور؟. صدقوني لو كانت الزيادة بهذا الفحش اختيارية مقابل أنشطة في تلك المدارس ومعظمها لا تطور نفسها، لرفض أولياء الأمورحيث كثير منهم يصارع هموم الحياة مع الغلاء، وزيادة الإيجارات بلا حسيب ولا ضابط رغم ما قيل عن لجان لتقييم الإيجارات ثم أصبحت في خبر كان. إننا لا نتحدث عن طلاب وطالبات مدارس الخمس نجوم، والله يزيدهم مالا وعلمًا ووجاهة ، لكن ما ذنب الذين يكافحون لتعليم أبنائهم في مدارس لم تفكر هي والإدارات المشرفة عليها في تطويرها منذ سنوات، إلا من موكيت في الحوش مع بعض الطلاء؟ فما الحل العادل، بينما المدارس الحكومية فيها ما يكفيها من العدد ولا تستوعب الهجرة المعاكسة إليها. كنا نتمنى لو أن لجان الرسوم قد حسمت الأمر خلال الإجازة ووازنت بين مصالح الجميع، وإيجاد بدائل أخرى حكومية تخفف الأعباء عن أولياء الأمور، وأهل التعليم الأهلي والوزارة عمومًا هم أدرى بأوضاع المدارس قبل وبعد زيادة الرواتب، فلا يجب أن يكون الطالب والطالبة هم الطرف الأضعف وبعضهم لديه أكثر من ابن وابنة ينفقون على تعليمهم، والمضطر يدفع ويركب الصعب صاغرًا، وهو يردد المثل القائل (دنيا بطاطس والمرتاح في أحلامه غاطس!!). كاتب وباحث أكاديمي [email protected]