سئمنا الحديث ولكن لم و لن نسأم من تجديد وتكرار المطالبة بمنحنا حق القيادة في وطننا وفق ضوابط شرعية وقانونية تُنظم تلك المسألة التي جعل منها البعض قضية "مستعصية الحل" و كبروا أمرها أكثر بكثير من اللازم! ما دعاني للتطرق لهذا الأمر والذي سئمت شخصياً من كثر الحديث فيه "مانشت" في صحيفة الحياة يفيد بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحذر منسوبيها وأعضاءها من مطاردة أي سيدة تقود سيارتها وتحثهم على عدم مطاردتها وملاحقتها لعدم وجود أي قانون يخول للهيئة ويمنحها الصلاحيات والحق في القبض على أي سيدة تقود سيارة. في حين نشرت صحيفة أخرى تصريحاً باسم المتحدث الرسمي للهيئة الدكتور تركي الشليل ينفي الخبر ويؤكد بأن ما نشر بهذا الشأن عار عن الصحة تماماً , و أنه لم تصدر أي تعليمات أو توجيهات من الهيئة بهذا الخصوص مشيراً إلى أنهم جهة تنفيذية وليست تشريعية وهذا (مربط الفرس) في حال صح أحد الخبرين , لأن سن القوانين والأنظمة في هذا الأمر يعود أولاً و أخيراً للسلطة التشريعية وليس لجهاز الهيئة أدنى دور في عملية إتخاذ القرار في تلك المعضلة. ولأني قلت في بداية مقالي إنني قد سئمت الحديث حول هذه المسألة لكني لم أفقد الأمل في أن تشرق شمس تحمل نوراً ملوحاً في الأفق ينهي بإشراقه ظلام (العادات والتقاليد البالية) التي جعل منها البعض شماعة يعلقون عليها مبرراتهم الواهمة بإزدياد الفساد وانتشاره ما أن جلست سيدة سعودية حره خلف المقود !! وهذا كلام يرفض العقل السوي تقبله وبما أن هذه المساحة متاحة للتعبير عن الرأي في رأيي أن حقوق المرأة جميعها (سلطة) وبدون ملح أو أي اضافات أخرى تعطيها نكهة مميزة ,فأمر القيادة ليس بالأهم حتى يحظى بكل هذه الضجة الإعلامية والتعقيدات غير المنطقية والأجدر إنهاء الأمر والإلتفاتة الجادة لقضاياها الأكبر و الأهم. فمصداقية الخبر من عدمه ليست مهمة لأن القرار في الأخير لا يعود للهيئة لكونها ليست سلطة تشريعية كما لا يحق لهم بأي حال من الأحوال كأي جهاز تنفيذي موجه التدخل في شؤون المواطن وحقوقه في بلاده. لكننا نأمل أن تكون آخر سنة كبيسة على المرأة وسيارتها المغلوب على أمرها مثلها,فأنا لست مع الفوضى واختراق القوانين وأعدكم أن لا أقود سيارتي إلا بعد السماح بذلك لأني لست مضطرة للمجازفة والهجولة والقيادة بحذر وكأني لص سارق لسيارة فارهة في وضح النهار حفاظاً فقط على نقاء بشرتي من أشعة الشمس الحارقة. لكن يقيني رغم ما تنشره الصحف والأخبار وماتبعثه الزحمة والعج وأصوات السيارات أن هناك حقاً سيتحقق في يوم لا محالة , إلا إذا كثر (اللت والعجن) في نفس المسألة من جديد. ما ظنتي يا عبيد تاكل بطاطا ! rzamka@ [email protected]