من أبسط حقوقنا البشرية التمتع بجميع تفاصيل حياتنا ما دمنا على قيد الحياة , ولكن ليس جميع المُتع في الحياة تحتاج لأن نكون بكامل وعينا وإدراكنا وقوانا العقلية , و أرجو أن لا يتسرع البعض و يسيء فهمي هنا ! فأنا أتحدث عن (نعمة النوم) العظيمة و ما أجمل تلك النعمة وما أتعس الإنسان المحروم من متعتها. فهل فكرتم يوماً بها ؟ وهل أدركتكم مدى عظمتها وعدم قدرتنا على الإستغناء عنها ؟! قالوا قديماً : (النوم سلطان) وهذا اعتراف واضح وصريح بأن للنوم هيبة وسلطة وهيمنة على البني آدم لا يستطيع مقاومتها فيرضخ لها ويخور ويسلم جسده وعقله وكيانه ويستسلم لأحلامه حتى يفيق ,فالإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً ، وأنا أعتقد لو حاولنا إحصاء المعدل المتوسط لساعات النوم في حياتنا لغلبنا «أهل الكهف» لكن بالتقسيط وعلى ساعات ودفعات وليس بشكل متواصل مثلهم على مر السنين. فنعمة النوم نعمة عظيمة وهي حالة طبيعية يمر بها الإنسان ويكون في حالة استرخاء يحتاج إليها الجسد والذهن وفي الواقع المثبت علمياً أنه يحدث للإنسان خلال وقت نومه العديد من الأنشطة المعقدة للمخ والجسد بصفة عامة , و التي تتأثر سلبياً إذا لم يأخذ الشخص كفايته من النوم. وقد قالوا العرب في ترتيب النوم مايلي : أن أول النوم النعاس: وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم , ثم الوسن: وهو ثقل النعاس ,ثم الترنيق: وهو مخالطة النعاس العين , ثم الكرى والغمض وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان ,ثم التغفيق: وهو النوم وأنت تسمع كلام القوم , ثم الإغفاء: وهو النوم الخفيف ,ثم التهويم: والغرار والتهجاع وهو النوم القليل , ثم الرقاء: وهو النوم الطويل ,ثم الهجود والهجوع والهيوع: وهو النوم الغرق , ثم التسبيخ: وهو أشد النوم. وفي الحقيقة بعدما قرأت قولهم هذا وجب علي أن اعترف بأنني لا أمر بجميع ماذكر أعلاه ,فأنا انتقل مباشرةً من مرحلة النعاس إلى مرحلة التسبيخ ولله الحمد فلست بعاشقة و لا مهمومة و لا مجنونة ولا تشغلني أمور الدنيا وتقلق راحتي عن نعمتي ونعيمي ومتعتي في نومي. فكيف بالله عليكم أن أضحي بكل سهولة بسلامتي الروحية , والفكرية , والعقلية ,والجسدية , والوقتية , من أجل أمور دنيوية ؟! صحيح أنني أطرب وأستمتع بكذب نجاة الصغيرة على حبيبها وهي تقول : ( أنا رمشي ما داء النوم و هو عيونه تشبع نوم ) لكني أعرف جيداً أن المسألة مجرد كلام عشاق ,و إن حبيبها نائم طوال الليل , و هي نائمة طوال النهار , فالنوم سلطان و بلاش «بكش» يا نجاة و روحي نامي كبرتي ع السهر. rzamka@ [email protected]