شاهدت مقطع فيديو تداول و انتشر في المواقع و ما أن قرأت العنوان : « هيئة الأمر بالمعروف ... حتى قلت في نفسي خير اللهم اجعله إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». الحادثة صورتها فتاة أثناء ملاحقتهم لها و محاولة طردها من مجمع تجاري فقط لأنها تضع «المناكير» والعياذ بالله ! والمثير والمضحك المبكي في الأمر أن الفتاة استعانت بالشرطة لفض الاشتباك بينهم , وأعتقد لو كان هناك ضوابط صارمة لهذا الجهاز وأساسيات لعدم تعديهم على الناس فقط من باب اجتهاد الشيخ حتى و لو كان اجتهاداً خاطئاً لما احتاجت الفتاة لمن «هم في خدمة الشعب» لخدمتها , ولما تجرأ الشيخ بافتعال قضية وعمل شوشرة سببها ( مناكير ) ! فمسلسل تجاوزات بعض الأفراد المنسوبين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لايزال مستمراً في بث (الأكشن) والجديد من المطاردات و ملاحقة الناس بسبب أو بدون !! ولا اعلم هل (المناكير) منكر يجب إنكاره و طرد كل فتاة تسول لها (أًصابعها) بوضعه ؟ ألهذه الدرجة وصل بنا الحال ؟ في الحقيقة بين يدي الآن وفي وسط هذه الفوضى العارمة التي أطرح عليها ورقتي طرحاً مبرحاً لأتمم وأنهي كتابة هذا المقال المثقل بالمناكير بعض من القُصاصات من الصحف عن القضايا المثيرة للجدل الإعلامي بين الجهاز والمجتمع , و لا يزال الملف مفتوحاً قابلاً للزيادات , فالجهاز يفاجأنا بين الحين والآخر ببعض الوقوعات المثيرة للذهول ما بين مطاردات و سكاكين و اعتداءات لها أول و مالها آخر ... !! وفي الواقع لا يوجد بين أيدينا ومسامعنا و رؤانا سوى هذا «الفيديو» المصور الذي هو سيد الأدلة لمخالفة ارتكبت في حق امرأة لم يجدوا فيها منكراً غير (المناكير) !و لا اعلم هل سيستمرون في إنكارهم , أم سينسبون ما حدث لتضخيم الوسائل الإعلاميةو تكبيرها للأمور ؟! بأي حق يعتدى على المواطنين وتنتهك كرامتهم , و يجعلون منهم (فرجة) للرايح والجاي باسم الأمر بالمعروف ؟ الخاضع في كثير من الأحيان لمزاج ونفسية بعض رجال الهيئة و مستوى تعليمه وفكره ومقاييسه الخاصة. «ومن باب العلم بالشيء» أنا أتأمل أصابعي هذه اللحظة و المناكير الأحمر في أظافري ,و قد دعاني فضولي للتساؤل : هل أصابع اليد تثير الفتنة والشهوات ؟ فأنا أخشى أن يفتي أحدهم بوجوب لبس (القفازات) درءًا للمفسدة !فبعضهم «متحمسين زيادة عن اللزوم». الدين المعاملة وصلاحية الدين كاملة و الله عز وجل هو رب وحامي هذا الدين دون سواه من البشر ! فلطفاً يا أفراد الهيئة الموقرين ... وختاماً .. أبدي إعجابي بشجاعة وحُسن تصرف الفتاة في الموقف. rzamka@ [email protected]