تعاني المجتمعات العربية كثيراً من ظاهرة (زواج القاصرات) بكبار السن أو إن صح القول (بالقواعد) من الرجال ! وانتشار تلك الظاهرة مع الأسف جاء نتيجة لأسباب مادية بحته فطمع الأب وجشعه وحاجته للمال قد يدفعه بالمتاجرة بعرضه وبيع ابنته لرجل قد يكبرها في العمر بأجيال وأجيال باسم الدين. غير مهتم ولا مبالٍ بما سوف تعانيه تلك (الطفلة) من هذا الزواج أو الاغتصاب المباح -إن صح التعبير-. فبشرى لجميع الذين يبحثون عن الطرق الحلال , و الذين لا يكلُون ولا يملُون من الزواج و التعددية, بأن عليهم طرق باب أب جشع مادي وطلب الزواج من طفلته القاصر المسكينة حتى ولو كانوا قد تعدوا (السن الطبيعي) لممارسة الحياة بشكل طبيعي كذلك. في الحقيقة لست أعلم لماذا يطبق الصمت الرهيب على ملف هذه القضية الخطيرة الأبعاد بهذا الشكل في مجتمعي ؟ ولماذا لا يُسن قانون صريح للزواج بعد أن تتعدى الفتاة سن الرشد ؟ أي قلوب تنبض في صدور هولاء الآباء الذين يبيعون فلذات أكبادهم لرجال قد انتهت صلاحيتهم أو هي على وشك الانتهاء ! أمرُ مقرف حقاً ومثيراً للشفقة عندما تطالعنا الصحف يومياً بخبر كآخر ما قرأت عن : التسعيني الذي تزوج طفلة تبلغ من العمر (15 عاماً), والتي أصيبت بالرعب في ليلة زفافها وأغلقت باب غرفتها عليها ليومين متتاليين هرباً وخوفاً من ذلك الزوج الذي تجرد من جميع معاني الإنسانية التي لو كان يملكها لما فكَّر لحظه في الزواج من طفلة لا تستطيع التمييز بين كونه زوجاً يريد ممارسة كامل حقوقه, أو أب لم ينجبها و لا تدرك لماذا هي معه وفي حضرته ! أين المفتون ودعاة الفضيلة والدين من هذه المسألة ؟ لماذا لا يسمع لهم صوت فيها و لماذا لايطالبون بحد لوقف الزواج من القاصرات حمايةً للطفولة والبراءة وعدم استغلال المرأة وروحها وجسدها وكأنها سلعة تقدم باسم الدين وتباع لمن يدفع مهراً أكثر ! rzamka@ [email protected]