بحكم أننا تعودنا على الأنفلونزا العادية التي تفتك سنويا بأضعاف الأعداد التي تفتك بها انفلونزا الطيور او الخنازير او كورونا التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، وبحكم عشقنا للعادة التي تغلبت في كثير من الأحيان حتى على العبادة يظهر اننا تقبلنا وتأقلمنا على (أنفلونزا الإدارة الذي أدى إلى توعك أثر فيما يبدو على كثير من مفاصل الإدارة في القطاع الحكومي مما اوهن الإرادة ) إلى درجة أننا لم نعد نفكر ولو مجرد التفكير في معالجتها وإيجاد (مصل وقاية) ولن أسترسل كثيرا في سرد شواهد حية، لذلك سأقتصر هنا بحكم المساحة المتاحة لي على إشارات خاطفة لواقع خطير. * ظواهر العبث التي اصبحت تشكل ظواهر عامة من ممارسات بعض الشباب من تفحيط وما يسمى أخيرا ( بالدرباوية) إذ يجب ألا تمر مرور الكرام والاختفاء وراء تحجيمها وأخذ تعهدات على العابثين بعدم العودة، بل على الجهات المعنية بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة دراسة المسببات بكل جدية وشفافية بحثا عن افضل الطرق لعلاجها، فهذا حالنا فيما نعتقد انه وقت الفرح فماذا ننتظر لا سمح الله في غيره. *مكاتب مكافحة التسول.. نسمع لها ميزانيات ووظائف ولا نرى لها أي تواجد على الأرض، باصات تقل المتسولين ونشرهم في التقاطعات والميادين المهمة تجوب الشوارع ليلَ نهارَ دون خشية وذلك لغياب دور هذه المؤسسة وكذلك لعدم تعاضد الجهات المعنية. * المتخلفون ومخالفو نظام الإقامة ينتشرون في كل مكان في ميادين تواجد العمالة امام المساجد في الأسواق يمارسون اعمالا تجارية وخلافه، ظواهر اصبحت مألوفة بل تتزايد يوما بعد يوم وبصورة تثير الكثير من القلق حتى بعد فترة التصحيح الأخيرة ،واصبح الأمر وكأنه عادي ولا يوجد جهات تتقصى مثل ذلك. ومما زاد الطين بلة أن تصريح كل من الجوازات ووزارة العمل انها انهت تصحيح وضع 4 ملايين مخالف في ثلاثة أشهر وانها تحتاج إلى 4 أشهر لتصحيح اوضاع البقية . يعني على القائمة المستهدفة اكثر من 4 ملايين مخالف آخر . إذا ماذا كانت تعمل الجوازات ومكاتب العمل طيلة السنوات الماضية ؟! وهل تلك الأرقام إذا صدقت تهبط الآمال في تصحيح جدي شامل ..؟! * مكاتب الاستقدام الأهلية أصبحت في معظمها جسورا لعبور الوافدين دون التقيد بالعقود والعمل لدى كفلائهم سيما في مجال الخدم والسائقين، وبما لا يدع مجالا للشك أصبح معظم تلك المكاتب مساعدا كبيرا في مخالفة الأنظمة واللوائح مما شكل أعباءً إضافية على الجهات الأمنية، كان يمكن وأدها فيما لو تكاتف الجميع. * محافظة جدة تتعرض لسوء تنفيذ لشبكة المجاري منذ عقدين، وتشير الأخبار المؤكدة إلى وجود خلل وغش في التنفيذ، ومع ذلك لم نسمع محاسبة، بل تزايدت حالات سوء التنفيذ سيما في المشاريع الحالية. * وزارة الصحة تفاقمت مشاكلها إلى درجة لم تعد تحتمل وقد اجهز على ماتبقى من أمل تصريح ذلك الصيدلي لإحدى الصحف المحلية بأنه شاهد عيان لوفاة أكثر من مائتين مريض بمستشقى خاص خلال عامين من جراء استخدام دواء محذور رغم أنني اشك في مصداقية الأقوال لكبر الجرم إلا أن ذلك يجب ان لايمر كخبر بل يحقق مع الصيدلي وتعلن النتائج بعد مراجعة دقيقة لسجلات المستشفى وارى ان تتولى لجنة عاجلة من وزارة الداخلية تبني هذه القضية وذلك لما فيه الصالح العام . * الأنفلونزا عادة نعتبرها مرضا ظاهريا معتادا، لكن حقيقة الأمر أنه مرض عادة ما يتبعه متاعب كثيرة، فالمسكنات والتظاهر بالعافية عادة ما يكون مؤقتا يكشف فيما بعد، وبعد فوات الأوان نجد ان ما كان ظاهريا كشف عن حالات مستعصية العلاج، لأننا اكتفينا بالظاهرة دون الفحص الجيد والمتابعة السليمة، لذلك من الواجب على كل جهة مسؤولة ألا تقف جهودها عند حدود إمكاناتها، بل عليها كواجب ان تمد جسور التواصل مع جميع المرافق، للسعي وراء حلول جذرية لا وقتية عادة ما تكون تبعاتها مؤلمة، فيجب ان تعمل كل مرافق الدولة بروح الفريق الواحد حتى لا نجد أننا في النهاية نخسر كل شيء، لأننا اكتفينا بالتحجيم وأخذ التعهدات فتضخمت الأورام وتحولت من حالات حميدة إلى خطيرة لاسمح الله، دون ان ندرك اننا جميعا في سفينة واحدة توجب علينا جميعا الحرص على سلامتها وسلامة كل من على متنها، هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993